و (هاؤُمُ) مركب من (هاء) ممدودا ومقصورا والممدود مبني على فتح الهمزة إذا تجرد عن علامات الخطاب ما عدا الموجّه إلى امرأة فهو بكسر الهمزة دون ياء. وإذا خوطب به أكثر من واحد التزم مدّة ليتأتى إلحاق علامة خطاب كالعلامة التي تلحق ضمير المخاطب وضمّوا همزته ضمة كضمة ضمير الخطاب إذ لحقته علامة التثنية والجمع ، فيقال : هاؤما ، كما يقال : أنتما ، وهاؤم كما يقال : أنتم ، وهاؤنّ كما يقال : أنتن ، ومن أهل اللغة من ادعى أن (هاؤُمُ) أصله : ها أمّوا مركبا من كلمتين (ها) وفعل أمر للجماعة من فعل أمّ ، إذا قصد ، ثم خفف لكثرة الاستعمال ، ولا يصح لأنه لم يسمع هاؤمين في خطاب جماعة النساء ، وفيه لغات أخرى واستعمالات في اتصال كاف الخطاب به تقصاها الرضي في شرح «الكافية» وابن مكرم في «لسان العرب».
و (هاؤُمُ) بتصاريفه معتبر اسم فعل أمر بمعنى : خذ ، كما في «الكشاف» وبمعنى تعال ، أيضا كما في «النهاية».
والخطاب في قوله : (هاؤُمُ اقْرَؤُا) للصالحين من أهل المحشر.
و (كِتابِيَهْ) أصله : كتابي بتحريك ياء المتكلم على أحد وجوه في ياء المتكلم إذا وقعت مضافا إليها وهو تحريك أحسب أنه يقصد به إظهار إضافة المضاف إلى تلك الياء للوقوف ، محافظة على حركة الياء المقصود اجتلابها.
و (اقْرَؤُا) بيان للمقصود من اسم الفعل من قوله (هاؤُمُ).
وقد تنازع كل من (هاؤُمُ) و (اقْرَؤُا) قوله : (كِتابِيَهْ). والتقدير : هاؤم كتابيه اقرءوا كتابيه. والهاء في كتابيه ونظائرها للسكت حين الوقف.
وحق هذه الهاء أن تثبت في الوقف وتسقط في الوصل. وقد أثبتت في هذه الآية في الحالين عند جمهور القراء وكتبت في المصاحف ، فعلم أنها للتعبير عن الكلام المحكي بلغة ذلك القائل بما يرادفه في الاستعمال العربي لأن الاستعمال أن يأتي القائل بهذه الهاء بالوقف على كلتا الجملتين.
ولأن هذه الكلمات وقعت فواصل والفواصل مثل الأسجاع تعتبر بحالة الوقف مثل القوافي ، فلو قيل : اقرءوا كتابي إني ظننت أني ملاق حسابي ، سقطت فاصلتان وذلك تفريط في محسّنين.
وقرأها يعقوب إذا وصلها بحذف الهاء والقراء يستحبون أن يقف عليها القارئ