ابن عبد الله بن عتبة بن مسعود أو لمجرد اشتهاره بالتشبيب في نساء كان اسم كل واحدة منهن رقية (١) وهن ثلاث ولذلك يجب أن يكون لفظ «تبارك» في هذا المركب مفتوح الآخر. ولفظ «الملك» مضموم الكاف ، وكذلك وقع ضبطه في نسخة «جامع الترمذي» وكلتاهما حركة حكاية.
والشائع في كتب السنة وكتب التفسير وفي أكثر المصاحف تسمية هذه السورة «سورة الملك» وكذلك ترجمها الترمذي : باب ما جاء في فضل سورة الملك. وكذلك عنونها البخاري في كتاب التفسير من «صحيحه».
وأخرج الطبراني عن ابن مسعود قال «كنا نسميها على عهد رسول الله المانعة» ، أي أخذا من وصف النبي صلىاللهعليهوسلم إياها بأنها المانعة المنجية كما في حديث الترمذي المذكور آنفا وليس بالصريح في التسمية.
وفي «الإتقان» عن «تاريخ ابن عساكر» من حديث أنس «أن رسول اللهصلىاللهعليهوسلم سماها المنجية» ولعل ذلك من وصفه إياها بالمنجية في حديث الترمذي وليس أيضا بالصريح في أنه اسم.
وفي «الإتقان» عن «كتاب جمال القراء» تسمى أيضا «الواقية» ، وتسمى «المنّاعة» بصيغة المبالغة.
وذكر الفخر : أن ابن عباس كان يسميها «المجادلة» لأنها تجادل عن قارئها عند سؤال الملكين ولم أره لغير الفخر.
فهذه ثمانية أسماء سميت بها هذه السورة.
وهي مكية قال ابن عطية والقرطبي : باتفاق الجميع.
وفي «الإتقان» أخرج جويبر (٢) في «تفسيره» «عن الضحاك عن ابن عباس : نزلت
__________________
(١) هي رقية بنت عبد الواحد بن أبي سعد من بني عامر بن لؤي ، وابنة عم لها يقال لها : رقية ، ورقية أخرى امرأة من بني أمية وكن في عصر واحد.
(٢) كتب في نسخة مخطوطة جويبر بصيغة تصغير جابر والذي في المطبوعة جبير بصيغة تصغير جبر ترجمه في طبقات المفسرين في اسم جبير بن غالب يكنى أبا فراس كان فقيها شاعرا خطيبا فصيحا ، له كتاب «أحكام القرآن». وكتاب «السنن والأحكام». و «الجامع الكبير» في الفقه ، وله رسالة كتب بها إلى مالك بن أنس ، ذكره ابن النديم وعدّه من الشراة من الخوارج.