عروة : فو الله ما زالت في حذيفة بقيّة خير حتى لقي الله. أخرجه البخاري (١).
وقال ابن عون ، عن عمير بن إسحاق ، عن سعد بن أبي وقّاص قال : كان حمزة يقاتل يوم أحد بين يدي رسول الله صلىاللهعليهوسلم بسيفين ، ويقول : أنا أسد الله.
رواه يونس بن بكير ، عن ابن عون ، عن عمير مرسلا ، وزاد : فعثر فصرع مستلقيا وانكشفت الدّرع عن بطنه ، فزرقه العبد الحبشيّ فبقره.
وقال عبد العزيز بن أبي سلمة ، عن عبد الله بن الفضل الهاشمي ، عن سليمان بن يسار ، عن جعفر بن أميّة الضّمري قال : خرجت مع عبيد الله بن عديّ بن الخيار إلى الشّام. فلما قدمنا حمص قال عبيد الله : هل لك في وحشيّ نسأله عن قتل حمزة؟ قلت : نعم. وكان وحشيّ يسكن حمص ، فسألنا عنه ، فقيل لنا : هو ذاك في ظلّ قصره كأنّه حميت (٢). فجئنا حتى وقفنا عليه يسيرا فسلّمنا ، فردّ علينا السلام. وكان عبيد الله معتجرا بعمامته ، ما يرى وحشيّ إلّا عينيه ورجليه. فقال عبيد الله : يا وحشيّ ، تعرفني؟ فنظر إليه فقال : لا والله ، إلّا أنّي أعلم أنّ عديّ بن الخيار تزوّج امرأة يقال لها أمّ قتال بنت أبي العيص ، فولدت غلاما بمكّة فاسترضعته ، فحملت ذلك الغلام مع أمّه فناولتها إيّاه ، لكأنّي نظرت إلى قدميك. قال : فكشف عبيد الله عن وجهه ، ثم قال : ألا تخبرنا بقتل حمزة؟ قال : نعم. إنّ حمزة قتل طعيمة بن عديّ بن الخيار ببدر. فقال لي مولاي جبير بن مطعم : إن قتلت
__________________
(١) صحيح البخاري : كتاب المغازي ، باب إذ همّت طائفتان منكم إلخ (٥ / ١٢٥).
(٢) الحميت : الزّقّ (عن هامش ع). قال الزبيدي في التاج ٤ / ٤٩٧ : الحميت : الزّقّ الصغير ، أو الزّق المشعر الّذي يجعل فيه السمن والعسل والزيت .. وفي حديث وحشيّ : «كأنّه حميت» أي زقّ. وفي حديث هند لما أخبرها أبو سفيان بدخول النبيّ صلىاللهعليهوسلم مكة ، قالت : «اقتلوا الحميت الأسود» تعنيه استعظاما لقوله.