وكان خبيب هو سنّ لكلّ مسلم قتل صبرا ، الصّلاة.
واستجاب الله لعاصم يوم أصيب ، فأخبر رسول الله صلىاللهعليهوسلم أصحابه يوم أصيبوا خبرهم. وبعث ناس من قريش إلى عاصم بن ثابت ليأتوا منه بشيء يعرف ، وكان قتل رجلا من عظمائهم يوم بدر ، فبعث الله على عاصم مثل الظّلّة من الدّبر (١) ، فحمته من رسلهم فلم يقدروا على أن يقطعوا منه شيئا. أخرجه البخاري (٢).
وقال موسى بن عقبة ، وغير واحد : بعث رسول الله صلىاللهعليهوسلم عاصم بن ثابت وأصحابه عينا له ، فسلكوا النّجديّة ، حتى إذا كانوا بالرّجيع ، فذكروا القصّة (٣).
قال موسى : ويقال : كان أصحاب الرّجيع ستّة منهم : عاصم ، وخبيب ، وزيد بن الدّثنة ، وعبد الله بن طارق ـ حليف لبني ظفر ـ وخالد بن البكير اللّيثي ، ومرثد بن أبي مرثد الغنوي ، حليف حمزة. وساق حديثهم (٤).
وقال يونس ، عن ابن إسحاق ، حدّثني عاصم بن عمر بن قتادة : أنّ نفرا من عضل والقارة (٥) قدموا على رسول الله صلىاللهعليهوسلم المدينة بعد أحد فقالوا : إنّ فينا إسلاما ، فابعث معنا نفرا من أصحابك ليفقّهونا في الدّين ويقرئونا القرآن ، فبعث رسول الله صلىاللهعليهوسلم معهم خبيب بن عديّ (٦).
__________________
(١) الدّبر : جماعة النّحل. ويقال : الزنابير ونحوهما مما سلاحها في أدبارها. (تاج العروس ١١ / ٢٥٣).
(٢) صحيح البخاري ، كتاب المغازي ، باب غزوة الرّجيع إلخ. (٥ / ٤٠ ، ٤١).
(٣) المغازي لعروة ١٧٥ ، مجمع الزوائد للهيثمي ٦ / ١٩٩ ، فتح الباري ٧ / ٣٨٤.
(٤) سيرة ابن هشام ٣ / ٢٢٤ ، المغازي للواقدي ١ / ٣٥٤ ، ٣٥٥.
(٥) عضل والقارة ، حيّان من الهون بن خزيمة بن مدركة.
(٦) سيرة ابن هشام ٣ / ٢٢٤.