وقال اللّيث ، عن عقيل عن ابن شهاب ، أخبرني عروة أنّه سمع مروان بن الحكم ، والمسور يخبران عن رسول الله صلىاللهعليهوسلم أنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم لما كاتب سهيل بن عمرو ، فذكر الحديث ، وفيه : وكانت أمّ كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط ممّن خرج إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم يومئذ وهي عاتق (١) ، فجاء أهلها يسألون رسول الله صلىاللهعليهوسلم يرجعها إليهم ، فلم يرجعها إليهم لما أنزل الله فيهن : (إِذا جاءَكُمُ الْمُؤْمِناتُ مُهاجِراتٍ فَامْتَحِنُوهُنَّ ، اللهُ أَعْلَمُ بِإِيمانِهِنَّ فَإِنْ عَلِمْتُمُوهُنَّ مُؤْمِناتٍ فَلا تَرْجِعُوهُنَّ إِلَى الْكُفَّارِ) (٢).
قال عروة : فأخبرتني عائشة أنّ رسول الله صلىاللهعليهوسلم كان يمتحنهنّ بهذه الآية : (إِذا جاءَكَ الْمُؤْمِناتُ يُبايِعْنَكَ) (٣) الآية. قالت : فمن أقرّ بهذا الشرط منهنّ قال لها قد بايعتك ، كلاما يكلّمها به ، والله ما مسّت يده يد امرأة قطّ في المبايعة ، ما بايعني إلّا بقوله. أخرجه البخاري (٤).
وقال موسى بن عقبة ، عن ابن شهاب قال : ولما رجع رسول الله صلىاللهعليهوسلم إلى المدينة انفلت من ثقيف أبو بصير (٥) بن أسيد بن حارثة الثقفي من المشركين ، فذكر من أمره نحوا مما قدّمنا. وفيه زيادة وهي : فخرج أبو بصير معه خمسة كانوا قدموا (من) (٦) مكة ، ولم ترسل قريش في طلبهم كما أرسلوا في أبي بصير ، حتى كانوا بين العيص وذي المروة من أرض جهينة
__________________
(١) العاتق : الجارية أول ما أدركت أو هي التي لم تتزوج.
(٢) سورة الممتحنة ، من الآية ١٠.
(٣) سورة الممتحنة ، من الآية ١٢.
(٤) صحيح البخاري : كتاب التفسير ، سورة الممتحنة ٦ / ٦٠ وكتاب الطلاق ، باب إذا أسلمت المشركة أو النصرانية تحت الذّمّي إلخ ٦ / ١٧٣. وكتاب الأحكام ، باب بيعة النساء (٨ / ١٢٥).
(٥) في المغازي للواقدي ٢ / ٦٢٤ «عتبة بن أسيد بن حارثة حليف بني زهرة».
(٦) سقطت من الأصل ، وأثبتناها من ع.