وتدبير ، ٣ ـ أن يكون شجاعا ، ٤ ـ أن يكون عدلا ، ٥ ـ أن يكون عاقلا ، ٦ ـ أن يكون بالغا ، ٧ ـ أن يكون مذكّرا ، ٨ ـ أن يكون حرّا ، ٩ ـ أن يكون قرشيّا» (١).
(٦) وقال التفتازاني (م ٧٩١) : «قد ذكرنا في كتبنا الفقهية أنّه لا بدّ للأمّة من إمام يحيي الشريعة ، ويقيم السنّة ، وينتصف للمظلومين ، ويستوفي الحقوق ، ويضعها مواضعها ، ويشترط أن يكون مكلّفا ، مسلما ، عدلا ، حرّا ، ذكرا مجتهدا ، شجاعا ، ذا رأي وكفاية ، سميعا بصيرا ، ناطقا ، قريشيا ، فإن لم يوجد من قريش من يستجمع هذه الصفات المعتبرة ، ولي كنانيّ ، فإن لم يوجد فرجل من ولد اسماعيل ، فإن لم يوجد فرجل من العجم» (٢).
(٧) وقال الفضل بن روزبهان : «وشروط الإمام أن يكون مجتهدا في الأصول والفروع ليقوم بأمر الدين ، ذا رأي وبصارة بتدبير الحرب ، وترتيب الجيوش ، شجاعا ، قويّ القلب ليقوى على الذّبّ عن الحوزة» (٣).
ويلاحظ على هذه الشروط
أوّلا : إنّ اختلافهم في عدد الشرائط قلّة وكثرة ، ناشئ من افتقادهم النصّ الشرعي في مجال الإمامة واعتقادهم أنّ منصب الإمامة ، ـ مع عظمته ـ لم تنبس فيه النبي الأكرم ببنت شفة ، وإنّما الموجود عندهم نصوص كلية لا تتكفل لتعيين هذه الشروط ، ولا تتكفل لتبيين صيغة الحكومة الإسلامية بعد النبي ، والمصدر لهذه الشروط عندهم هو الاستحسان ، والاعتبارات العقلائية ، وملاحظة الأهداف التي يمارسها الإمام والخليفة بعد النبي الأكرم.
وهذا مما يقضي منه العجب ، وهو أنّ النبي كيف ترك بيان هذا الأمر
__________________
(١) مطالع الأنوار ، ص ٤٧٠.
(٢) شرح المقاصد ، ج ٢ ، ص ٢٧١.
(٣) دلائل الصدق ، ج ٢ ، ص ٤.