وأما الردة بالنقصان فكردة (البدعية) (١) فرقة تدعي الإسلام ، ولها أقاويل ردية منها : أن المفروض من الصلوات ثلاث لا غير ؛ فردوا ما هو معلوم ضرورة من دين النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم ، وكذلك (الصباحية) (٢) قالوا : إن سبي أبي بكر لأهل الردة ضلالة ، وأن الصحابة أجمعوا على الضلالة فكفرهم المسلمون بذلك ، وكمن يرد شيئا مما علم من دين النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ضرورة كترك الصلاة والصيام ، والحج والجهاد ، وأن ذلك أو بعضه غير واجب في الأصل ، أو أن المراد به غيره ؛ فهذه كردة (الباطنية) (٣) ومن نحا نحوها.
__________________
(١) البدعية : قال في (موسوعة الفرق الإسلامية) صفحة (١٥٣) : يقول صاحب (بيان الأديان) : هم فرقة من الخوارج من أصحاب يحيى بن أصرم ، يقطعون بأنهم من أهل الجنة. ويقول ابن المرتضى : تقول البدعية بأن الصلاة ثلاث ركعات وليست ركعة وركعتين. وروى نشوان الحميري أنهم يقولون : الصلاة ركعتان بالعشيّ ، وركعتان بالغداة.
يقر البدعية بوجود نبي ، بيد أنهم يكفرون من يقرأ الخطبة في عيد الفطر والأضحى. ويقولون بقطع يد السارق من الكتف ، ويحرّمون أخذ الجزية من المجوس ، ولا يجوزون أكل السمك إلّا بعد ذبحه ، ويجوّزون الحج في جميع أشهر السنة ، ويأمرون الحائض بالصوم. عن «بيان الأديان» ص ٤٩ ، (الحور العين) ص ١٧٨ ، (المنية والأمل) ص ١٣٠.
(٢) الصباحية : قال في (موسوعة الفرق الإسلامية) ص ٣٤٩ : فرقة تنسب إلى رجل يدعى : أبا الصّباح السّمرقنديّ ، يعتقدون بقدم الخلقة مع الله تعالى ويقولون : إن الله ينظر إلى عباده دائما ولا يغفل عنهم طرفة عين أبدا ، وعدو الله هو إبليس ، ولا يزال مشغولا بعمله في الإغواء. يحرّم هؤلاء ذبائح أهل الكتاب ، والنكاح من نسائهم ، ويقولون : لقد أخطأ أبو بكر في قتل أهل الردة وأسرهم ، والمسلمون شركاؤه في الضلال بقتله مانعي الصّدقات ، ويقول هؤلاء : كيف يمكن أن نسمي قاتل عثمان مظلوما ؛ لأنه لا يجوز قتل أحد إلا بثلاثة ذنوب : إما يكون مرتدا أو زانيا ، أو قاتلا. ويوجب هؤلاء اتباع كلّ من يدعي الإمامة ، ويفوز في عمله. ويقولون : أخطأ عليّ في قتال معاوية. عن (المنية والأمل) ص ١٢٠.
(٣) الباطنية : وهي فرقة من الشيعة. يقولون : لكلّ شيء ظاهر وباطن ، ولهذا السبب يؤوّلون الآيات القرآنية والأحاديث ، ولا يعتبرون ظاهرها صحيحا بل ينظرون إلى باطنها. وقيل : إنّه بسبب غموض المعاني حيث لا يتسنى لجميع الناس فهم بواطنها ، يحتاج الناس إلى الإمام أو المعلّم ليؤول الظاهر ويوضح الباطن. ويطلق لقب الباطنية على الإسماعيلية بشكل خاص ، ويعد القرامطة والخرّمدينيّة منهم أيضا.