الكلام منه كما خرج من المخلوقين ؛ فكفروا بالله العظيم (١) ، فأطلق كلمة الكفر من غير تقييد فلا بد من لزوم أحكامه وإلا تعرى من الفائدة وذلك لا يجوز في الألفاظ الشرعية.
وقال عليهالسلام في كتاب (أصول العدل والتوحيد) (٢) بعد مضي نصف الكتاب أو نحوه: فأول ما نذكره من ذلك معرفة الله عزوجل وهي عقلية منقسمة على وجهين وهي : إثبات ونفي ، فالإثبات : هو اليقين بالله والإقرار به ، والنفي : هو نفي التشبيه عن الله تعالى وهو التوحيد ، وهو ينقسم على ثلاثة أوجه :
أولها : الفرق بين ذات الخالق وذات المخلوق ، حتى تنفي عنه جميع ما يليق بالمخلوقين في كل معنى من المعاني ، صغيرها ، وكبيرها ، وجليلها ، ودقيقها ، حتى لا يخطر في قلبك في التشبيه خاطر شك وتوهم ارتياب ، حتى توحد الله سبحانه باعتقادك وقولك وفعلك ؛ فإن خطر على قلبك في التشبيه خاطرة شك فلم ينف بالتوحيد خاطرها ، ويحط باليقين البت والعلم المثبت حاضرها ، فقد خرجت من التوحيد إلى الشرك ، ومن اليقين إلى الشك ؛ لأنه ليس بين التوحيد والشرك ، وبين اليقين والشك منزلة ثالثة ؛ فمن خرج من التوحيد فإلى الشرك مخرجه ، ومن فارق اليقين ففي الشك موقعه.
والوجه الثاني : الفرق بين الصفتين حتى لا تصف القديم بصفة من صفات المحدثين.
__________________
(١) انظر (رسائل العدل والتوحيد) تحقيق سيف الدين الكاتب ، منشورات دار مكتبة الحياة ص ٢٦٤.
(٢) كتاب (أصول العدل والتوحيد) : طبع ضمن مجموعة رسائل العدل والتوحيد بتحقيق سيف الدين الكاتب. وهو مخطوط بمكتبة السيد عبد الرحمن شائم ، وأخرى منه ضمن مجموع بمكتبة السيد محمد بن محمد الكبسي خط سنة ١٠٤١ ه ، وأخرى ضمن مجموع خط سنة ١٠٦٤ ه بمكتبة السيد يحيى راوية.