إهمالها ، وفي الحديث عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم : «من لا يرحم لا يرحم» (١) والله عز من قائل يقول : (وَلا تَأْخُذْكُمْ بِهِما رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللهِ) [النور : ٢] ، وقال لنبيه صلىاللهعليهوآلهوسلم : (وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ) [القلم : ٤] ، وقال تعالى : (وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ) [البقرة : ١٥٩] ، وقال تعالى : (وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ) [التحريم : ٩] ، فكلما أورد أيدك الله تعالى بتوفيقه من لين ، وتهوين ، ورقة ، ورحمة ، ولطف ، وشفقة ، فإنما يراد بها المؤمنون الصالحون الذين يجب تكريمهم ويلزم تعظيمهم.
وأما أعداء دين الله ومخالفو عترة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم والكاذبون على الله تعالى ، والرافضون لأئمة الهدى ، والسالكون مسالك الغي والردى ، الذين نبذوا كتاب الله وراء ظهورهم ، وتمادوا في غيهم وفجورهم ، فتكفيرهم دين ، وسبهم سنة خاتم المرسلينصلىاللهعليهوآلهوسلم والتخفيف عليهم وزر ، والتغليظ عبادة وأجر.
انظر رحمك الله كم المحق من المحقين ، والمؤمن من المؤمنين ، وهذا كلام غير متناقض للمتأملين ، وما يعقلها إلا العالمون ، فنسأل الله تعالى إسبال الستر ، وتيسير الأمر.
شتان ما يومي على كورها |
|
ويوم حيان أخي جابر |
كم بين من شغله يتفقد حرمه وإعراضه ، وعنابه وإباضه ، وبين من شغله بطغيه واعتراضه ، وتجاوزه وإبغاضه :
يطرق إطراق الكرى |
|
لكي يرى ما لا يرى |
__________________
(١) أخرجه في (كنز العمال) برقم (٥٩٧١) بلفظ : «من لم يرحم لا يرحم» وعزاه إلى أحمد ، وأبي داود ، والترمذي ، عن أبي هريرة ، وهو بألفاظ مقاربة في مصادر كثيرة.
انظر (كنز العمال) ٣ / ١٦٢ ـ ١٦٧ (باب الرحمة بالضعفاء والأطفال والشيوخ) ، وانظر (موسوعة أطراف الحديث النبوي) ٨ / ٥٤٦.