وروى الإمام الأجل المتوكل على الله ـ عزوجل ـ أحمد بن سليمان بن الهادي إلى الحقعليهالسلام عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم حديثا رفعه إلى جابر بن عبد الله الأنصاري رضي الله عنه أنه قال : «من أبغضنا أهل البيت حشره الله يوم القيامة يهوديا ، قال جابر : قلت : يا رسول الله وإن صام وصلى وزعم أنه مسلم؟ قال : وإن صام وصلى وزعم أنه مسلم» (١) ومن المعلوم أنه لا يحشر يهوديا إلا وهو كافر بلا مرية في ذلك.
وروينا عن النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم أنه قال : «من حاربني في المرة الأولى وحارب ذريتي في المرة الأخرى فهو من شيعة الدجال» والمعلوم لأهل العلم أن شيعة الدجال اليهود لعنهم الله لا يكون من شيعة الدجال إلا حكما ؛ لأن المعلوم لهم مخالفتهم نسبا ، ومعلوم أنهم كفار ، وما من ينزل عيسى بن مريم عليهالسلام مددا للصالحين سببه تخفيف الوطأة في الكفر. فنسأل الله الثبات في الأمر ، فقد أدب الله تعالى أبانا رسول الله صلى الله عليه وعلى الطاهرين من آله بآداب شريفة يلزمنا القيام بها ، قال تعالى : (لَعَلَّكَ باخِعٌ نَفْسَكَ أَلَّا يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ) [الشعراء : ٣] ، وقال تعالى : (وَلا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسارِعُونَ فِي الْكُفْرِ) [آل عمران : ١٧٦] ، وقال تعالى : (فَبُعْداً لِلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ) [المؤمنون : ٤١] ، وقال تعالى : (فَلا تَأْسَ عَلَى الْقَوْمِ الْكافِرِينَ) [المائدة : ٦٨] كل هذا تحريض من رب العالمين لأوليائه ليشتد منهم الغضب على أعدائه ، فإذا أسقطنا أعظم أحكامهم ، ورفع عنهم أقبح أسمائهم بغير برهان ما يكون عذرنا عند الواحد المنان ، وقد بينا في هذه الرسالة أن الخطر في الترك كالخطر في الفعل ، وليس هذا من قولهم : لئن أخطئ في العفو أحب إليّ [من] أن أخطئ في العقوبة ؛ لأن هذا كلام في الإيمان والأحكام ، وهو من أصول الدين التي لا يسع جهلها ، ولا رخصة في
__________________
(١) أخرجه في (موسوعة الحديث النبوي) ٨ / ١٠ ـ ١١ ، وعزاه إلى تهذيب تأريخ ابن عساكر ٢ / ٦٩ ، وكتب أخرى تحاول أن تحط من قيمة الحديث.