تعلم قصة الأشعث الكندي في قصة رباب ، وذئاب ، وكلاب ، وغراب ، يبحث عن نساء من كندة ، كان لهن فيهم شأن من الشأن ، اختطفهن يوم النحير ، الكلاب والذئاب ، والذبان والغربان ، على منعهم ناقة تسمى (شذرة) نعوذ بالله من ورع يؤدي إلى الحسرة ، ما كان أحوجنا من مورد السؤال إلى المعرفة ، والنصرة نفس السجية ، التغرب بعد الهجرة ، قال الصادق الأمين عليه وعلى الطيبين من آله صلوات رب العالمين : «من جهّز غازيا أو خلفه في أهله كان له مثل أجره» (١) فما حاله إذا لسبه بملامه ، وطعنه بكلامه ، وثبط عنه بتشكيكه وإيهامه ، وعض كالمتأسف على إبهامه.
يا خاطر الماء لا معروف عندكم |
|
لكن أذاكم إلينا رائح غاد |
بتنا عرونا وبات البق يلبسنا |
|
يشوي الفراخ كأن لا حي في الوادي |
إني لمثلكم في سوء فعلكم |
|
إن جئتكم أبدا إلا معي زادي |
هذا الشاعر المسكين نادى من لسع البق والطوى ، فمن لنا بمثل حاله ، والبلوى بمثل خلاله ، ولما دعا نوح عليهالسلام للحمامة بالزينة لنصحها له في أيام السفينة ، فقال فيها الشاعر:
وقد هاجني صوت قمرية |
|
هتوف العشاء طروب الضحى |
مطوقة كسيت حلية |
|
بدعوة نوح لها إذ دعا |
من الورق نواحة ناكرت |
|
عشية أساء بذات الأضا |
تغنت عليه بشجو لها |
|
تهيج للصب ما قد مضى |
فلم أر باكية قبلها |
|
تبكي ودمعتها لا ترى |
__________________
(١) الحديث بهذا اللفظ أخرجه ابن حبان ١٦١٩ ، وهو في (الترغيب والترهيب) ٢ / ٢٥٤ ، بلفظ مقارب ، وفي الترمذي برقم (١٦٢٩) ، وهو بألفاظ كثيرة متقاربة في عشرات المصادر. انظرها بموسوعة أطراف الحديث النبوي ٨ / ٢٢٥ ـ ٢٢٦.