إبراهيم عليهمالسلام معلوم مبين.
وكان محمد بن إبراهيم الإمام القائم في الكوفة أيام أبي السرايا الذي لم ينل أحد من هذه الذرية في دولة الأموية والعباسية ما نال عليهالسلام فإن البلاد التي ملكها آل أبي طالب في أيامه هي : الكوفة ، والبصرة ، وواسط ، والأهواز ، وكرمان ، وفارس ، والحجاز ، واليمن ، ودنت الجنود من بغداد فوصلت إلى نهر صرصر ، وأحصيت القتلى في أيامه من جنود بني العباس المفقود من الدواوين مائتا ألف جندي غير الأتباع ، فكان لا يرى البيات ، ولا يجيزه ، وتبرأ من أبي السرايا لما بيّت أزهر بن زهير وأصحابه في سوق أسد (١) ، والهادي عليهالسلام كان يجيز البيات وفعله رواه السيد أبو طالب عليهالسلام عنه وهو : أن الأمر لما عظم على أصحابه من حال القرامطة قال : أتجزعون من عدوكم وأنتم ألفا رجل؟ قالوا : نحن ألف واحد. قال : أنتم ألف ، وأنا أقوم مقام ألف ، وأكفي كفايتهم. قال له أبو العشائر : يا ابن رسول الله ما في الفرسان أشجع منك ، ولا في الرجالة أشجع مني ، وقد رأيت أن ننتخب ثلاثمائة من العسكر ، ونسلحهم ، ونقويهم من أسلحة الباقين ، ونبيت القوم ؛ فإنا لا نبقي منهم إلا هكذا. فقال : الرأي ما رأيت. وبيّت القوم فقتلهم.
ومحمد بن إبراهيم كره البيات كما قدمنا ذكره ؛ لأن أبا السرايا أتى يهنئه بالفتح قال : الحمد لله كيف صنعت بالقوم ، قال : جاءونا فيما لا قبل لنا ، فعلمنا أنا لا نقوم بقتالهم إلا هكذا فبيتنا القوم ، فنصرنا الله تعالى عليهم ، فقتلناهم ، فرفع يده إلى السماء وقال : اللهم إني أبرأ إليك مما فعله أبو السرايا ألم تعلم أنا لا نقاتل القوم حتى ندعوهم إلى الله تعالى ثلاثا ، فإن أجابونا فإخواننا ، وإن أبوا استعنا بالله عليهم ، ألم تعلم أن فيهم (٢) العبد والأجير ، والتاجر ، ومن لا ذنب له؟ قال : يا ابن رسول الله
__________________
(١) انظر (مقاتل الطالبيين) ص ٤٢٤ ـ ٤٥٢.
(٢) في (ب) : فيه.