بسم الله الرحمن الرحيم
[بالله أستعين وعليه أتوكل] (١)
[أما بعد : حمدا لله الذي جعل الحمد ثمنا لجلائل نعمته ، ومفتاحا لأبواب رحمته ، وسببا للخلود في غرفات جنته ، وصلواته على رسوله الراقي من الشرف عالي ذروته ، وعلى قاضي دينه ، ومنفذ وصيته ، علي بن أبي طالب حسامه في المعضلات الشدائد وجنته ، وعلى الزاهرة المرضية ، سكنه وزوجته ، وعلى سلالة رسوله وذريته ، شهدائه على العباد وصفوته ، الذين جعلهم أعلاما لمنهاج شريعته ، وأقمارا نتخلص بلوامع أنوارها من ظلمات الجهل وحيرته ، ورحم وكرم وشرف وعظم ، فإن الرسالة الطوافة أسمتت إلينا إلى أرض اليمن قاطعة خطامها ، حاسرة لثامها ، تقطع المجاهل والهجول ، وتصعد معاقل الوعول ، كم واد جزعت (٢) ، ومرت قطعت ، وشامخ طلعت.
تأتي على الناس لا تلوي على أحد |
|
حتى أتتنا وكانت دوننا مضر |
لكنها جاءت بما برّد الأحشاء ، ولم تكن كلسان الأعشى ، فلما اتصلت لحسام الدين ، ورأس الموحدين ، أبي علي الحسن (٣) ، علامة أهل اليمن ، عاينت ما يبهر
__________________
(١) زيادة : في (ب).
(٢) جزعت : سارت واجتازت.
(٣) هو الحسن بن محمد بن الحسن بن محمد بن أبي الطاهر محمد بن إسحاق بن أبي بكر بن عبد الله الرصاص (٥٤٦ ـ ٥٨٤ ه) ، أحد العلماء الأعلام ، محقق ، أصولي ، واسع الدراية ، تتلمذ على شيخ الإسلام القاضي جعفر بن أحمد بن عبد السلام ، ونبغ في سن مبكرة ، وكان عالم الزيدية في عصره ، وإليه انتهت رئاسة أصحاب القاضي جعفر ، عكف على التدريس والتأليف ، وله مؤلفات كثيرة ، يقال : إنه ألف وسنّه أربعة عشر ، وسمع على القاضي وهو ابن عشر ، توفي في ٢٨ شوال عن ٣٨ سنة وقبر في هجرة سناع بجانب القاضي جعفر خارج المشهد من المشرق.
ومن مؤلفاته : التبيان لياقوتة الإيمان وواسطة البرهان ، تقريب البعيد من مسائل الرشيد ، كيفية وجود الأعراض الموصل في بيان المؤثرات ومفتاح المشكلات.
وللمزيد من المعلومات عن مؤلفاته وأماكن تواجدها ، انظر كتابنا (أعلام المؤلفين الزيدية) ص ٣٤٢ ترجمة رقم ٣٣١.