مقاصدها ، متجانفة عن الحال المزري ، بقرينة رائعة [الا صبط] (١) في عرينه لا يقعقع لها بالشن فترتاع ، ولا تنزوي عن المصاع فتنصاع ، عارضة جبينها للاختبار ، حاسرة برقعها للنظار ، قائدة للوذعي بزمام للانصاف ، مال المسيف وغير المستاف ، ووسمتها ب (الجوهرة الشفافة ، رادعة الطوافة) ، يتخذها ذو البصيرة ذخيرة ، أغنى له عند النضال ، من الزرد المدال ، تنطق بلسان النصيحة ، وتنبي عن العقيدة الصحيحة ، تمت إلى الشيء بعرى أداحيها ، وترقى إلى تفرع مناهيها ، داعية للألمعي بصفحات معانيها ، معربة (٢) للمدعي بضباة مواضيها ، محكمة المباني ، واضحة المعاني ، محصدة المثاني ، يشهد لسان فضلها على كرم نجارها ، وشدة عزمها على نجدة أنصارها ، وسحوب قرطاسها على بعد مغارها ، أمرتها بعصف الشمال ، وشد الصبا ، حتى تنيخ بديار الأدباء تطمس مخارق النوق ، وتروع فراخ الأنوق ، إن اتصلت بمعالم (٣) قرت وسرت ، وإن ألمت بمجاهل (٤) فرت ضرت ، يعيبها من عابها والجهل عاذره ، ويلومها لمن لامها لا عزّ ناصره ، وأرجو أن تكون داعية للمسترشد إلى بحث أهل الأصول ، ومراجعة ذوي العقول ، وأمرتها بالاندراج في مدارج الطوافة ، والأدراع لامة العفافة (٥) لو قرعت سمع كثير لنسي [ثانية] (٦) وأفرد للعدل والتوحيد رويته ، ولم يسهل للريان مقلته ، وكانت مجالسة العلماء هجيراه وطينته ، ويوجب فيها الاقتصار على ما يغني ، ويتجنب الإكثار الذي يعني ، علما بأن روائح العنبر يدل على (عنقه) (٧) من شافه ، وأن معادن الجوهر تستدعي إليه من سمع أوصافه ، وأن الحياء من شام برقه انتجعه ، وأن الهدى من تنوّر ناره اتبعه.
__________________
(١) كذا في النسخ.
(٢) في (ب) : مغربلة.
(٣) كذا في النسختين.
(٤) في (ب) : بجاهل.
(٥) في (ب) : القصافة ، وفي (أ) : العفافة.
(٦) في (أ) و (ب) : بدون نقاط ، وهي كلمة غير مفهومة. ولعلها بائيته.
(٧) في (ب) : عبقه.