إلى ما ذهبنا إليه.
المذهب : أنه تعالى لا يجوز أن يكون عالما بعلم ؛ لأنه [كان] (١) لا يخلو ذلك العلم إما أن يكون هو أو غيره ، باطل أن يكون هو لاستحالة أن يكون الواحد أشياء كثيرة ، لأن ما لزم في العلم لزم في سائر الصفات من الحياة والقدرة والقدم ، ولأنك تقول فينبني [عن] (٢) ذات وصفة وتقول : علمه ذاته ، فلا يكون الذات بأن تكون الموصوفة والعلم الصفة أولى من أن يكون العلم الموصوف ، والذات الصفة ، ولا تميز الصفة عن الموصوف ، وذلك لا يجوز ؛ ولأن دليل العلم غير دليل القدرة ، ودليل القدرة غير دليل الحياة ، ودليل الحياة غير دليل [القدم] (٣) ، فلو كانت هذه الصفات هي الموصوف لما اختلف الدليل ولكان ما أوصل العلم به من الدلالة يوصل إلى سائر الصفات ومعلوم خلافه.
وما يؤخذ من إطلاق الأئمة عليهمالسلام من أن علمه ذاته ، فمعناه أنه عالم لذاته ولا شيء سواه لأجله استحق كونه عالما ، ولا يجوز غير ذلك ؛ لأن النصارى لم تثلث إلا بإثباتها لذات وصفتين ، الصفتان الذات في قولها والذات الصفتان ، فقالت الباري
__________________
لذلك عرف بابن كرّام. أقام في مكة خمس سنين ، توجه بعدها إلى نيسابور وفيها حبسه طاهر بن طاهر عبد الله ، وبعد أن أطلقه ، ذهب إلى الشام ، ثم عاد ثانية إلى نيسابور ، فحبسه محمد بن طاهر. وبعد أن أفرج عنه سنة ٢٥١ ه ، توجه تلقاء القدس وفيها مات ، وكان محمد بن كرام من المجسّمة ، ويقول : إن لله جسما وأعضاء وهو يجلس ويتحرك. وقد أخذ ابن كرّام بعض آيات القرآن التي تصف الله على المعنى الظاهري ، مغاليا في الصفات ، وكان على عكس المعتزلة فيما يخص الحركة حيث كان يمثلها كرد فعل. وكان السلطان محمود الغزنوي فاتح الهند من أتباعه ، كما يذكر المقدسي أن خانقهات الكراميّة ومجالسهم كانت تقام في بيت المقدس حتى عصره أي : حتى سنة ٣٧٥ ه.
وللمزيد حول آراء الكرامية ، انظر (موسوعة الفرق الإسلامية) ص ٤٢١ ـ ٤٢٣.
(١) زيادة في (ب).
(٢) في (ب) : على.
(٣) في (أ) : القديم.