اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَهُمْ راكِعُونَ) [المائدة : ٥٥] ، وهو عليهالسلام المراد بقوله : (الَّذِينَ آمَنُوا) بإجماع العترة على ذلك ، وعلى أنه الذي آتى الزكاة راكعا واستفاض بذلك الخبر ، ونحن نرويه بالإسناد الصحيح ، فأثبت الله تعالى له الولاء على الكافة كما أثبتها لنفسه ولرسوله عليهالسلام وهي ملك التصرف فيهم والرئاسة عليهم ، كما يقال : هذا ولي المرأة واليتيم والدار الذي يملك التصرف فيه ، وكذلك ولي العبد والأمة وذلك ظاهر في اللغة من معنى هذه اللفظة ، وإجماع أهل البيت حجة لقوله تعالى : (مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْراهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هذا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيداً عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَداءَ عَلَى النَّاسِ) [الحج : ٧٨] ، وهو سبحانه لا يختار للشهادة من يعلم إجماعهم على ضلالة ، وقد خرج سائر ولد إبراهيم من هذا الظاهر الإجماع وبقي أهل بيت النبيصلىاللهعليهوآلهوسلم [داخلين] (١) تحته ، وإلا عري اللفظ عن الفائدة وذلك لا يجوز ، فثبت بذلك كله أنه عليهالسلام هو الإمام ، وكذلك قوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «من كنت مولاه فعلي مولاه» بعد قوله: «ألست أولى بكم من أنفسكم؟ قالوا : بلى قال : فمن كنت مولاه فعلي مولاه» (٢) [ومولى] (٣) تستعمل بمعنى أولى وهو أحد حقائقه ، قال الله تعالى : (مَأْواكُمُ النَّارُ هِيَ مَوْلاكُمْ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ) [الحديد : ١٥] معناه هي أولى بكم ، فيكون عليهالسلام أولى بالمؤمنين من أنفسهم ، كما كان ذلك للنبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وقد روي ذلك بالإسناد عن الصادق جعفر بن محمد عليهماالسلام وقد سئل عن معنى الخبر؟ فقال عليهالسلام : سئل عنها والله رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم فقال : «الله مولاي أولى بي من نفسي لا أمر لي معه ، وأنا مولى المؤمنين أولى بهم من
__________________
(١) كذا في (ب) ، وفي (أ) : داخل.
(٢) سبق تخريجه.
(٣) في (ب) : ولا تستعمل بمعنى أولى ، وهو خطأ.