علي بن الحسين ، وقال : يا أعرابي ، ما بالمدينة أكذب من زيد يريد رجلا كذّابا بالمدينة كان يبيع ـ الخمر والخمر جمع خمرة ـ وسجاجيد من خوص بيته ، يقال له : زيد فقال الحسين : مه ، يا بني لا تعيره باسمه ، فإن أبي أخبرني : أنه يولد من ذريتي رجل يقال له : زيد ، يقتل فلا يبقى في السماء ملك مشرف ، ولا نبي مرسل إلا تلقّى روحه بالسلام ، يرفعه أهل كل سماء إلى سماء ، وقد بلغت : يأتي يوم القيامة هو وأصحابه يتحللون رقاب الناس ، يقال : هؤلاء خلف الخلف وأئمة الحق (١).
وقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم لزيد بن حارثة : «يا زيد ، لقد زادك اسمك إليّ حبا» (٢) ، في أحاديث كثيرة سليمات المتون ، صحيحات الأسانيد ، ولو أردنا استقصاءها خرجنا إلى الإسهاب ، صحبه الخيار ، وتابعه العلماء ، وعقدت البيعة له في الأمصار ، وكانت دعوته من الكوفة. وسبب خروجه أنه دخل على هشام بن عبد الملك وفي مجلسه يهودي يسب رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، فقال له زيد : أولى لك يا عدو الله أما والله لو تمكنت منك لأختطفنّ روحك. فقال له هشام : مه!! يا زيد لا تؤذي جليسنا. فخرج عليهالسلام وهو يقول : من استشعر حب البقاء استدام الذل إلى الفناء ، فوصل إلى الكوفة وكان منه الدعاء كما قدمنا ، وخرج ليلة الأربعاء لسبع بقين من المحرم أو تسع ـ الشك من قبلي ـ قبل ميعاده مخافة أن يرهقه الطلب وصاح بشعار رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ورفعت [الهرادي فيها النيران] (٣) ، ودارت رحى حربه عليهالسلام على خمسمائة مقاتل وسأل عن الناس لأن ديوانه انعقد من أهل الكوفة على خمسة
__________________
(١) الحديث في الأمالي الاثنينية للإمام المرشد بالله في ص ٢٩٦.
(٢) الحديث أورده الإمام المرشد بالله في الأمالي الاثنينية من عدة طرق ص ٢٩٧ ـ ٢٩٨ كلها تنتهي إلى طارق بن شهاب عن حذيفة بن اليمان عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم.
(٣) في الأصل : [ورفعت الهرادي في البادن] والصحيح ما أثبتناه وهو في الحدائق الوردية ص (١٤٥) والهرادي : قال في لسان العرب : الهردية قصبات تضم ملوية بطاقات الكرم تحمل عليها القضبان ، والهردي : نبت (لسان العرب ٣ / ٧٩٤) ترتيب يوسف خياط.