ومن (صحيح الترمذي) قال : عن أبي سرحة ، وزيد بن أرقم ، أن رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم قال : «من كنت مولاه فعلي مولاه» (١).
ومن مناقب الفقيه أبي الحسن علي بن المغازلي الواسطي الشافعي بإسناده ، يرفعه إلى الوليد بن صالح ، عن [ابن] امرأة زيد بن أرقم قال : أقبل نبي الله صلىاللهعليهوآلهوسلم من مكة في حجة الوداع حتى نزل بغدير الجحفة بين مكة والمدينة فأمر بالدوحات فقمّ ما تحتهن من شوك ، ثم نادى : الصلاة جامعة فخرجنا إلى رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم في يوم شديد الحر إن منّا لمن يضع رداءه على رأسه ، وبعضه تحت قدميه من شدة الحر ، حتى انتهينا إلى رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم فصلّى بنا الظهر ثم انصرف إلينا فقال : «الحمد لله نحمده ونستعينه ، ونؤمن به ونتوكل عليه ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ، ومن سيئات أعمالنا ، الذي لا هادي لمن أضل ، ولا مضل لمن هدى ، وأشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله. أما بعد : أيها الناس ، فإنه لم يكن لنبي من العمر إلا نصف ما عمّر من قبله ، وأن عيسى بن مريم لبث في قومه أربعين سنة ، وأنا قد أشرعت في العشرين ، ألا وإني يوشك أن أفارقكم ، ألا وإني مسئول وأنتم مسئولون ، فهل بلغتكم؟ فما ذا أنتم قائلون»؟ فقام [من كل] ناحية من القوم مجيب يقولون : نشهد أنك عبد الله ورسوله وقد بلغت رسالته ، وجاهدت في سبيله ، وصدعت بأمره ، وعبدته حتى أتاك اليقين ، فجزاك الله عنا خير ما جزى نبيا عن أمته ، فقال : «ألستم تشهدون أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدا عبده ورسوله ، وأن الجنة حق ، والنار حق ، وتؤمنون بالكتاب كله؟ قالوا : بلى ، قال : أشهد أنكم قد صدقتم وصدقتموني ، ألا وإني فرطكم وأنتم تبعي ، توشكون أن تردوا عليّ الحوض فأسألكم حين تلقوني عن ثقلي كيف خلفتموني فيهما؟ قال : فأعيل علينا ما ندري ما الثقلان؟ حتى قام رجل من المهاجرين وقال : بأبي وأمي
__________________
(١) أخرجه ابن البطريق في كتاب (العمدة) ص ١٠٣ برقم (١٣٨) وعزاه محققه إلى (صحيح مسلم) ج ٧ ص ١٢٣.