خبان (١) ، المستشري أمره في اليمن استشراء النار في الحطب ، حتى ملك من قعر عدن إلى حلي (٢) ، ومن خبان إلى نجران ، وكان كل واحد منهما يدعي النبوة.
فأما مسيلمة فادعى الشركة في الأمر مع النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم ، وهو معترف بصحة ما جاء به محمد من عند ربه. هذه حاله في أول أمره ، ثم تبعتها [بعد ذلك] (٣) الردة فطبقت عامة جزيرة العرب ، فقام طليحة (٤) في نجد في الحليفتين : أسد وغطفان
__________________
(١) حرف خبان : ثلاث قرى من بلاد يريم تسمى الحرف هي : حرف بني قيس ، وحرف العمري ، وحرف بنا ، وفي عبيدة من بلاد يريم حرف عبيدة (مجموع بلاد اليمن) ١ / ٢٥٧ ، وخبان واد مشهور فيه مزارع وقرى وعيون جارية ، وبه سميت ناحية خبان من أعمال يريم ، وخبان أيضا بلدة من مغرب عنس ، وفي (معجم البلدان) : خبان بضم أوله وتشديد ثانيه ويخفف وآخره نون ، ويجوز أن يكون فعلان من الخب وهي قرية باليمن في واد يقال له : وادي خبان قرب نجران وهي قرية الأسود الكذاب ، وفي كتاب (الفتوح) : كان أول ما خرج الأسود العنسي واسمه عبهلة بن كعب أن خرج من كهف خبان وهي كانت داره وبها ولد ونشأ.
انظر (مجموع بلدان اليمن وقبائلها) ١ / ٣٠٤.
(٢) لعلها حلي بني يعقوب بفتح الحاء وسكون اللام : بلد من تهامة في شماليها ، جنوبي القنفذة على مسافة سبع مراحل إلى مكة.
انظر (مجموع بلدان اليمن) ١ / ٢٨٠.
(٣) في (أ) : بذلك.
(٤) طليحة بن خويلد الأسدي ، المتوفى سنة ٢١ ه ، من أسد خزيمة يقال له : طليحة الكذاب كان شجاعا ، قيل : قدم على النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم في وفد بني أسد سنة ٩ ه ، وأسلموا ، ولما رجعوا ارتد طليحة وادعى النبوة في حياة الرسول ، فوجه إليه ضرار بن الأزور فضربه بسيف فنبا السيف فشاع بين الناس أن السلاح لا يؤثر فيه ، ومات النبي فكثرت أتباع طليحة من أسد وغطفان وطي ، وطمع بامتلاك المدينة ، وغزاه أبو بكر وسير إليه خالد بن الوليد فانهزم طليحة إلى بزاخة بأرض نجد ، وكان مقامه في سميرا بين (توز) و (الحاجر) في طريق مكة ، وقاتله خالد ففر إلى الشام ، ثم أسلم بعد أن أسلمت أسد وغطفان كافة ، ووفد على عمر فبايعه في المدينة ، وخرج إلى العراق فحسن بلاؤه في الفتوح واستشهد (بنهاوند).
انظر (الأعلام) ٣ / ٢٣ ، (الكامل) لابن الأثير حوادث سنة ١١ ه ، و (معجم البلدان) بزاخة ، و (تهذيب ابن عساكر) ٧ / ٩٠ ، و (تأريخ الخميس) ٢ / ١٦٠ ، و (الإصابة) الترجمة ٤٢٨٣ ، و (تهذيب الأسماء واللغات) ١ / ٢٥٤. وهو في تأريخ الطبري ـ طبعة القاهرة ـ سنة ١٣٨٢ ه ، ج ص ١٤٧ ، ١٨٥ ، ١٨٦ ، ١٨٧ ، ٢٤٢ ، ٢٤٤ ، ٢٤٨ ، ٢٤٩ ، ٢٦٠ ، ٢٦١ من روايات سيف بن عمر ، وص ٢٥٦ ، ٢٦٦ عن محمد بن إسحاق ، وص ٢٥٤ عن هشام الكلبي.