فليقع إلى الصالح ، ولا بد للصالحين من إمام يكون هو والمفزع إليه والمرجع والكل كالمضاف إليه.
ومما يزيد ذلك وضوحا ما رويناه من حديث الثقلين ، وقد ورد ذلك من طرق شتى وصح تواتره ، وقد روي في الصحاح وغيرها من الكتب المأثورة والنقل المقبولة عند الأمة.
وقد روينا بالإسناد الموثوق به إلى أمير المؤمنين عليهالسلام أنه قال : اعلموا أيها الناس أن العلم الذي أنزل الله تعالى على الأنبياء من قبلكم في عترة نبيكم فأين يتاه بكم عن أمر تنوسخ من أصلاب أصحاب السفينة هؤلاء مثلها فيكم ، وهم كالكهف لأصحاب الكهف ، وهم باب السلم فادخلوا في السلم كافة ، وهم باب حطة من دخله غفر له ، خذوا عني عن خاتم المرسلين ، حجة من ذي حجة ، قالها في حجة الوداع : «إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي أبدا كتاب الله وعترتي أهل بيتي ، إن اللطيف الخبير نبأني أنهما لن يفترقا حتى يردا عليّ الحوض» (١).
__________________
(١) الحديث كذلك في (الفلك الدوار) قال محققه ص ٩ ما لفظه : حديث : «إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا من بعدي أبدا : كتاب الله ، وعترتي أهل بيتي» روي بألفاظ مختلفة ، فممن أخرجه ، وفيه لفظ العترة : الإمام زيد بن علي عليهماالسلام في (المجموع) ٤٠٤ ، والإمام علي بن موسى الرضا في (الصحيفة) ٤٦٤ ، والدولابي في (الذرية الطاهرة) ١٦٦ رقم (٢٨٨) ، والبزار ٣ / ٨٩ رقم ٨٦٤ ، عن علي عليهالسلام ، وأخرجه مسلم ١٥ / ١٧٩ ، والترمذي ٥ / ٦٢٢ رقم (٣٧٨٨) ، وابن خزيمة ٤ / ٦٢ رقم (٢٣٥٧) ، والطحاوي في مشكل الآثار ٤ / ٣٦٨ ـ ٣٦٩ ، وابن أبي شيبة في (المصنف) ٧ / ٤١٨ ، وابن عساكر في (تأريخ دمشق) ٥ / ٣٦٩ «تهذيبه» ، والطبري في (ذخائر العقبى) ١٦ ، والبيهقي في (السنن الكبرى) ٧ / ٣٠ ، والطبراني في الكبير ٥ / ١٦٦ رقم (٤٩٦٩) ، والنسائي في (الخصائص) ١٥٠ رقم (٢٧٦) ، والدارمي ٢ / ٤٣١ ، وابن المغازلي الشافعي في (المناقب) ٢٣٤ ، ٢٣٦ ، وأحمد في المسند ٤ / ٣٦٧ ، وابن الأثير في ـ