بقبحه وغناه عنه وعلمه باستغنائه عنه ، وأما أن التكليف بما لا يطاق قبيح فمعلوم ضرورة ، فلو كان النص صحيحا لوجب ظهوره بحيث يعلمه الكافة ولا سبيل إلى ادعاء علمه فضلا عن وقوعه إذ يستحيل على وجود ما لم يوجد.
ومن (تفسير الثعلبي) بإسناده عن أبان بن تغلب عن جعفر بن محمد عليهماالسلام قال : نحن حبل الله الذي قال تعالى : (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا) [آل عمران : ١٠٣] وروايته مقبولة (١).
ومن (مناقب الفقيه ابن المغازلي) رفعه إلى أبي ذر الغفاري قال : قال رسول اللهصلىاللهعليهوآلهوسلم : «إنما مثل أهل بيتي مثل سفينة نوح من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق» (٢) وهذا الخبر أيضا مما تلقته الأمة بالقبول فصح أن يحتج به ، وإذا قد علمنا أن أمة نوح كلها هلكت إلا من ركب السفينة ، فكذلك هذه الأمة إلا من تمسك بالعترة ، وجب على الأمة الرجوع إليهم ، وإذا لم يكن الرجوع إليهم عموما
__________________
(١) الحديث في (شواهد التنزيل) للحافظ الحسكاني ج ١ / ص ١٣١ برقم (١٨٠) بسنده عن حسن بن حسين ، عن أبي حفص الصائغ ، عن جعفر بن محمد في قوله : (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا) قال : نحن حبل الله ، وهو في مصادر أخرى منها تفسير الثعلبي.
(٢) الحديث أشار إليه السيد صارم الدين الوزير في كتاب (الفلك الدوار) وقال محققه : أخرجه الإمام الهادي في (الأحكام) ٢ / ٥٥٥ بلاغا. وأخرجه الإمام أبو طالب في (الأمالي ١٠٥) ، والإمام المرشد بالله في (الأمالي الخميسية) ١ / ١٥١ ، ١٥٦ ، وابن المغازلي الشافعي في المناقب ١٣٣ ، والحموي في فرائد السمطين ٢ / ٢٤٦ ، برقم (٥١٩) ، والطبراني في الكبير ٣ / ٤٥ ، برقم (٢٦٣٦) ، والحاكم في المستدرك ٣ / ١٥١ ، ٢ / ٣٤٣ ، عن أبي ذر الغفاري ، وقال الحاكم : هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه ، وأخرجه أبو نعيم في الحلية ٤ / ٣٠٦ ، والطبراني في الكبير ١٢ / ٣٤ ، برقم (١٢٣٨٨) ، وابن المغازلي الشافعي في المناقب ١٣٢ ، والطبراني في (ذخائر العقبى) ٢٠ ، وقال : أخرجه الملا عن ابن عباس ، وأخرجه الإمام المرشد بالله في (الأمالي الخميسية) ١ / ١٥٤ ، والطبراني في الصغير ٢ / ٨٥ برقم (٨٥٢) عن أبي سعيد الخدري. وأخرجه الإمام علي بن موسى الرضا في الصحيفة المطبوعة من المجموع ٤٦٤ ، والطبري في (ذخائر العقبى) ٢٠ ، عن علي ، وقال : أخرجه ابن السري. وأخرجه الخطيب البغدادي في (تأريخ بغداد) ١٢ / ٩١ ، عن أنس بن مالك. وأخرجه ابن المغازلي الشافعي في (المناقب) ٢٣٣ ، عن سلمة بن الأكوع بألفاظ مختلفة.