واحد ، بل اكتفينا بالآية الواحدة عما يجانسها ، وإذا تأملت كتاب الله سبحانه علمت ذلك.
فأما لو ذكرنا ما يفتقر إلى التعليل والاستدلال ويستخرج بالتدريج والاستنباط ، ويوصل إلى العلم بالنسج على هذا المنوال لكان ذلك الجم الغفير ولما تعرت صورة واحدة عن آيات جمة ، ولكنا أردنا أن يعلم المستبصر العلة التي لأجلها قطعنا بردتهم وأخرجناهم عن دائرة الزيدية بل عن دائرة المسلمين ، وعلى أنا نلزمه عدة آيات وهم ينكرون نزول القرآن كما قدمنا الحكاية.
ولما كثرت عشرتنا لهم ، علمنا من حالهم أنهم ينكرون مذهبهم في حال ، ويظهرونه في حال ، ويرون ذلك قبالة وحزما ، ويرون بجواز الكذب في نصرة دينهم وقوة مذهبهم ، ودفع الضرر عنهم وعن أحوالهم ، ولا يستمر إنكارهم ، بل ربما ينكرون في المقام تحمية الجدال ، فيناظرك مناظرة شديدة على تحقيق ما أنكره.
والنسبة إلى زيد بن علي عليهالسلام تقتضي مطابقته ؛ فإذا كان الأمر كذلك ذكرنا لك فصلا نرويه بالإسناد الموثوق به إلى أبي عيشان الأزدي قال : دخل علينا زيد بن علي الشام أيام هشام بن عبد الملك فما رأيت رجلا كان أعلم بكتاب الله منه ، ولقد حبسه هشام خمسة أشهر يقصّ علينا ونحن معه في الحبس تفسير الحمد وسورة البقرة يهذّ ذلك هذّا ، وذكر القرآن فقال فيه : واعلموا ـ رحمكم الله ـ أن القرآن والعمل به يهدي للتي هي أقوم ، لأن الله شرفه وكرمه ، ورفعه وعظّمه ، وسمّاه روحا ورحمة ، وشفاء وهدى ونورا ، وقطع منه بمعجز التأليف أطماع الكائدين ، وأبانه بعجيب النظم عن حيل المتكلفين ، وجعله متلوا لا يملّ ، مسموعا لا تمجه الآذان ، وغضا لا يخلق على كثرة الردّ ، وعجيبا لا تنقضي عجائبه ، ومفيدا لا تنفد