الطبائع الحاصلة في الأجسام ، ولا تأثير للقديم فيها أصلا ، إلى آخر تلك الاعتقادات التي نفت بعض الصفات.
وقد سموا بالمطرفية نسبة إلى أحد مقدميهم مطرف بن شهاب بن عمر بن عباد الشهابي ، الذي كان يروي أصول الدين عن علي بن حرب عن علي بن محفوظ ، وفي مرتبته كما ذكر مسلم اللحجي نهد بن الصبّاح العنسي ، وينسبون مذهبهم إلى الهادي ، وتأريخهم غامض ، وعقائدهم أنكرها معظم الزيدية ، إذ رأوا أنهم خرجوا بها ليس فقط عن المذهب ولكن عن الإسلام ككل.
وتحقيق أقوالهم وحقيقة عقائدهم يحتاج إلى دراسة كل ما وردنا عنهم ، منهم وممن نسب إليهم وانتصر لهم ، ومن خصومهم الذين ألفوا الكثير من الرسائل والكتب في الرد عليهم ـ ومنها التي سنذكرها لاحقا ـ وخصوصا تحقيق النصوص والأقوال حول ما نسب إليهم من أنهم طبائعية ، ينفون التأثير لله ، وهل هذا القول إلزام؟ وهل حقيقة خالفوا كتاب الله تعالى؟ كذلك قولهم : إن الخلق تساووا في ست خصال هي : الخلق والرزق والموت والحياة والبعث والمجازاة ، وما نسب إليهم أيضا من أقوال حول المرض والموت وحدوث العاهات والآفات وحول النبوة ، وهو ما لم يدرس بتجرد وإنصاف إلى اليوم ، ونأمل بتحقيق مثل هذه الرسائل وأمثالها أن يجد الباحث المنصف المصادر التي تمكنه من إدراك الحقيقة ، بعد المقارنة بين النصوص والاستقصاء للشواهد التأريخية التي وردت عن فترتهم ابتداء من تحديد تأريخ المناظرة التي قيل : إنها سبب نشأتهم ، وانتهاء بآخر ظهور لهم.
ولعل من المفيد أن نذكر هنا أن كل من قام من آل البيت ـ منذ ظهورهم ـ محتسبا أو إماما قد أنكر عليهم أو حاربهم.