القول ، فإن الدار لا تكون دارا للكفر إلا لملاصقة دار الكفر الأصلي.
وهذا الكلام إن كان للمؤيد عليهالسلام فالذي يتحقق منه أنه جعل ظهور جملة الإسلام مانعا من إتيان حكم ما تخللها من نقض ذلك باعتقاد شيء من الكفر ؛ لأن الحكم للأغلب.
وقول القائل : لا إله إلا الله قولا ظاهرا ، هو يتضمن نفي التشبيه ؛ فمتى قال بالتشبيه زال حكم الظاهر على الاعتقاد النادر ، فمتى اتصلت دارهم بدار الكفر كان حكمهم حكم الكفار ، ودارهم حكمها حكم دار الحرب ، فوقع الاتفاق في هذه الصورة ؛ لأن الحكم الظاهر للأعم ، فلو كان لهم حكم الإسلام لم يختلف لمصاقبة [دار] (١) الكفر ولا مباينتها ؛ لأن أهل الثغور من المسلمين متاخمين لأهل الكفر ، وحكمهم للإسلام ، وكذلك حكم دارهم بلا خلاف بين أهل الإسلام ، ولو لا ذلك لكانت دار الكفر دار الإسلام (٢) ، ودار الإسلام دار كفر ؛ فلما كفروا وكانت لهم شوكة بمصاقبة الكفار ، وحكم دارهم حكم دار الحرب. فتأمل هذه النكتة تجد العلة ما ذهبنا إليه من أن الكفر والشوكة توجب أن تكون دارهم دار حرب ، أي دار كانت ، في أي جهة كانت.
فأما قوله : فاقتضى ذلك وإن كانوا قائلين بالتشبيه ، ومستوجبين للكفر لهذا القول ، فإن الدار لا تكون دار كفر (٣) إلا على صفة دار الكفر الأصلي.
الكلام في ذلك : إن القول ما قلنا لمن تأمل التعليل ، لأن قوله : إن الدار لا تكون
__________________
(١) سقط من (أ).
(٢) في (ب) : دار إسلام.
(٣) في (أ) : الكفر.