«يعقوب» من ولده ، وولد ولده : أن «فاهث» (١) بن لاوي بن يعقوب والد عمران بن «فاهث» وهو جد موسى عليهالسلام ـ كان ممن ولد بالشام ودخل مصر مع أبيه «لاوي» وجده «يعقوب» ـ وذكر فيها أيضا : أن جميع عمر «فاهث» المذكور ابن لاوي كان مائة سنة وثلاثا وثلاثين سنة ، وأن جميع عمر «عمران بن فاهث» المذكور كان مائة سنة وسبعا وثلاثين سنة. وذكر فيها نصا : «أن موسى عليهالسلام كان إذ خرج ببني إسرائيل من مصر ابن ثمانين سنة».
هذا كله نص توراتهم حرفا بحرف بإجماع منهم أولهم عن آخرهم ، فهبك أن «فاهاث» (٢) كان إذ دخلها ابن أقل من شهر ، وأن «عمران» ولد له سنة موته ، وأن «موسى» ولد لعمران سنة موته. فالمجتمع من هذا العدد كله ثلاثمائة سنة وخمسون سنة ، وهذه كانت مدتهم بمصر من يوم دخولها إلى أن خرجوا منها على هذا الحساب فأين الأربعمائة سنة؟ فكيف ولا بد أن يسقط سن «فاهاث» إذ دخل مصر مع أبيه «لاوي» والمدة التي كانت من ولادة «عمران» لفاهث إلى موت «فاهث» والمدة التي كانت من ولادة «موسى» عليهالسلام إلى موت أبيه «عمران».
وفي كتب اليهود : أن «فاهث» دخل مصر وله ثلاث سنين ، وأنه كان إذ ولد له «عمران» ابن ستين سنة ، وأن «عمران» كان إذ ولد له موسى عليهالسلام ابن ثمانين سنة.
فعلى هذا لم يكن بقاء بني إسرائيل بمصر مذ دخلوها مع «يعقوب» إلى أن خرجوا منها مع موسى إلا مائتي عام وسبعة عشر عاما فأين الأربعمائة عام؟
فكيف ولا بد أن يسقط من هذا العدد الأخير مدة حياة يوسف مذ دخل إخوته وأبوهم وبنوهم مصر إلى أن مات يوسف عليهالسلام؟
فطول هذا الأمد لم يكونوا مستخدمين ، ولا معذبين ، ولا مستعبدين بل كانوا أعزّاء مكرّمين.
وفي نصّ توراتهم أن يوسف عليهالسلام كان إذ دخل على فرعون ابن ثلاثين سنة ، ثم كانت سنو الخصب سبع سنين ، وبدأت سنو الجوع ودخل يعقوب ونسله مصر بعد سنتين من سني الجوع ، فليوسف حينئذ تسع وثلاثون سنة.
__________________
(١) كذا في الأصل «فاهث» وقد وردت في أكثر المراجع : «قاهث» بالقاف.
(٢) كذا في الأصل بالألف بعد الفاء. وراجع الحاشية السابقة.