سليمان عليهالسلام العهر ، وأنه تزوج نساء لا يحل له زواجهن ، وأنه بنى لهن بيوت الأوثان ، وقرّب لهن القرابين للأوثان. مع ما ذكرنا قبل ونذكر إن شاء الله تعالى من نسبتهم الكذب إلى إبراهيم وإسحاق ويعقوب ويوسف عليهمالسلام. ولكن أين هذا مما في توراتهم من نسبتهم لعب الصراع إلى الله تعالى مع «يعقوب» ، والكذب المفضوح فيما وعده وأخبر به؟ فعلى من يصدق بشيء من كل هذا الإفك لعنة الله وغضبه ، فاعجبوا لعظيم كفر هؤلاء القوم ، وما افتراه الكفرة أسلافهم الأنتان على الله تعالى وعلى رسله عليهمالسلام. ثم على كل كتاب حقق فيه شيء من هذا وعلى كاتبه لعنة الله وغضبه عدد كل شيء خلق الله. فاحمدوا الله معاشر المسلمين على ما هداكم له من الملة الزهراء التي لم يشبها تبديل ولا تحريف ، والحمد لله رب العالمين.
قال «أبو محمد» (رضي الله عنه) : وأما الكذبة الفاحشة المفضوحة التي هي من المحال المحض والافتراء المجرد فهي ما أذكره إن شاء الله تعالى ، فتأملوه تروا عجبا.
ذكر في توراتهم نصا : أنّ «يهوذا بن يعقوب» كان مع إخوته يرعون أذوادهم إذ باعوا أخاهم «يوسف» وأن «يهوذا» أشار عليهم ببيعه وإخراجه من الجب ليخلصه بذلك من الموت. ثم ذكر بعد ذلك أن «يهوذا» اعتزل عن إخوته وصار مع «حيرة العدلامي» ، ورأى ابنة رجل كنعاني اسمه «شوع» فتزوجها ، وولدت له ولدا اسمه «عير» ثم ولدا آخر اسمه «أونان» ، ثم ولدا آخر اسمه «شيلة» كما ذكرنا آنفا حرفا حرفا. وذكر بعد ذلك : أن «عير» تزوج امرأة اسمها «ثامار» ودخل بها وكان مذنبا ولذلك قتله الله تعالى. فزوجها من أخيه «أونان» فكان يعزل عنها فمات لذلك ، وبقيت أرملة ليكبر «شيلة» وتزوّج منه ، وأن «شيلة» كبر ولم تزوج منه. وقد اعترف بذلك «يهوذا» إذ قال : هي أعدل مني إذ منعتها «شيلة» ابني ، وذكر بعد ذلك أنها تحيّلت حتى زنت «بيهوذا» نفسه والد زوجها وحبلت منه ، وولدت منه توأمين «فارص» و «زارح» كما ذكرنا قبل. ثم ذكر بعد ذلك نسل يعقوب وأولاد أولاده المولودين بالشام ، ودخلوا معه مصر فذكر فيهم «حصرون» و «حامول» ابني فارص بن يهوذا ، فاضبطوا هذا.
وذكر في توراتهم : أن يوسف عليهالسلام إذ بلغ ست عشرة سنة كان يرعى ذودا مع إخوته عند أبيه ، وأنهم باعوه ، فصح أنه كان ابن سبع عشرة سنة إذ باعوه ، وهكذا ذكر في توراتهم.
ثم ذكر في توراتهم : أن «يوسف» عليهالسلام كان إذ دخل على فرعون وفسر له رؤياه في البقرات والسنابل وولاه أمر مصر ابن ثلاثين سنة.