شهر فصاعدا ، من جملتهم ثمانية آلاف رجل وخمسمائة رجل وثمانون رجلا ليس فيهم ابن أقلّ من ثلاثين سنة ، ولا ابن أكثر من خمسين سنة ، ثم ذكر أولاد «مراري» فلم يذكر له إلّا ولدين : «محلّى» و «موشي» فقط ، وذكر أولاد «جرشون» بن «لاوي» فلم يذكر له إلّا ولدين فقط : «لبني» و «شمعي» وذكر أولاد «فهاث» بن «لاوي» فلم يذكر إلّا أربعة فقط : «عمرام» و «يصهار» و «حبرون» و «عزيئيل». فرجع نسل «لاوي» كله إلى هؤلاء الثمانية و «هارون» عليهماالسلام فقط ، و «العازار» و «فرصوم» ابني «موسى» عليهالسلام وكانا صغيرين حينئذ جدّا ، وأربعة أولاد لهارون عليهالسلام ، وعد أولاد «يصهار» فذكر «قورح» وإخوته ، وثلاثة أولاد لقورح وبقي سائر العدد المذكور من الألوف وهي : ثمانية آلاف «حبرون» و «عزيئيل» وأخوي «قورح» فقط ، هذا و «الصافان» بن «عزيئيل» حي مقدم طبقته سوى النساء ، ولعلّ عددهن كعدد الرجال ، وهذا من الحمق الذي لا نظير له ، ومن قلة الحياء في الدرجة العليا ، ومن الكذب البحت في المقدمة ، ومن المحال في المحلّ الأقصى ، وجار مجرى الخرافات التي تقال عند السمر بالليل ، ولعمري لو ضل بتصديق هذا الهوس الفاجر واحد واثنان لكان عجبا ، فكيف أن يضل به عالم عظيم ، وجيل بعد جيل مذ أزيد من ألف وخمسمائة عام مذ كتب لهم «عزرا» الوراق هذا السخام (١) الذي أضلهم به؟ ونحمد الله على عظيم نعمته علينا حمدا كثيرا. ونسأله العصمة في باقي أعمارنا مما امتحن به من شاء إضلاله آمين آمين.
والخامسة قوله في سفر يوشع : إنه وقع لبني هارون ثلاث عشرة مدينة ، و «العازار بن هارون» حي قائم ، فيا للناس!! أفي المحال أكثر من أن يدخل في عقل أحد أن نسل «هارون» بعد موته بسنة وأشهر يبلغ عددا لا يسعه للسكنى إلا ثلاث عشرة مدينة؟ هل لهذا الحمق دواء إلا الغل والقيد والمجمعة ، وما يتبع ذلك من الكي والسوط؟ ونعوذ بالله من الخذلان.
وكذبة سادسة ظريفة جدّا : وهي أنه ذكر في توراتهم أن عدد ذكور «بني جرشون» بن لاوي من ابن شهر فصاعدا فكانوا ستة آلاف وخمسمائة ، وأن عدد ذكور «بني فهاث» بن «لاوي» من ابن شهر فصاعدا كانوا ثمانية آلاف وستمائة ، وأن عدد ذكور بني مراري بن لاوي من ابن شهر فصاعدا كانوا ستة آلاف ومائتين ، ثم قال : فجميع الذكور من بني لاوي من ابن شهر فصاعدا اثنان وعشرون ألفا ، فكان هذا ظريفا
__________________
(١) السّخام : سواد القدر. والسخام : الفحم. ويقال : ليل سخام : أسود (المعجم الوسيط : ص ٤٢٢).