وأما الكتاب الذي يسمونه (الزبور) (١) : ففي المزمور الأول منه : «قال لي الرّب : أنت ابني أنا اليوم ولدتك».
قال «أبو محمد» (رضي الله عنه) : فأي شيء تنكرون على النصارى في هذا الباب؟ ما أشبه الليلة بالبارحة! وفيه أيضا : «أنتم بنو الله ، وبنو العلي كلكم».
هذه أطم من التي قبلها ومثل ما عند النصارى أو أنتن.
وفيه في المزمور الرابع والأربعين منه : «عرشك يا الله في العالم ، وفي الأبد ، قضيت العدل ، قضيت ملكك ، أحببت الصلاح ، وأبغضت المكروه ، من أجل ذلك دهنك إلهك بزيت القرح بين أشراكك».
قال «أبو محمد» (رضي الله عنه) : هذه سوأة الأبد ، ومضيعة الدهر ، وقاصمة الظهر ، وإثبات إله آخر على الله تعالى دهنه بالزيت إكراما له ، ومجازاة على محبته الصلاح ، وإثبات أشراك لله تعالى ، وهذا دين النصارى بلا مئونة ـ ولكن إثبات إله دون الله ـ وقد ظهر عند اليهود هذا علانية على ما نذكر بعد إن شاء الله تعالى.
وبعده بيسير يخاطب الله تعالى : «وقفت زوجتك عن يمينك وعقاصها من ذهب ، أيتها الابنة : اسمعي ، وميلي بأذنيك ، وأبصري ، وآنسي عشيرتك ، وبيت أبيك ، فيهواك الملك وهو الرب والله فاسجدي له طوعا».
قال «أبو محمد» (رضي الله عنه) : ما شاء الله كان. أنكرنا الأولاد فأتونا بالزوجة ، والأختان!! تبارك الله ، فما نرى لهم على النصارى فضلا أصلا ، ونعوذ بالله من الخذلان.
وفيه في المزمور الموفي مائة وسبعا : «قال الرّب لربّي : اقعد على يميني حتى أجعل أعداءك كرسي قدميك».
قال «أبو محمد» (رضي الله عنه) : هذا كالذي قبله في الجنون والكفر ، ربّ فوق ربّ ، وربّ يقعد عن يمين ربّ ، وربّ يحكم على ربّ. ونعوذ بالله من الخذلان.
وفيه في المزمور السادس والثمانين منه : «يقول روح القدس لصهيون : يقال رجل ، ورجل ولد فيها ، وهو الذي أسسها الرب العليّ ، الذي خلقها عند مكتنه الأمة».
قال «أبو محمد» (رضي الله عنه) : هذا دين النصارى الذي يشنعون به عليهم ، من أن الله ولد «صهيون» ، لو انهدمت الجبال من هذا ما كان عجبا.
__________________
(١) هي زبور داود عليهالسلام ، وهي المزامير.