كلام إلى ما اشتهى بلا برهان ، وصرف الكلام عن موضعه ومعناه إلى معنى آخر لا يجوز إلّا بدليل صحيح غير ممتنع المراد في اللغة.
والثالث : يسمى : «فوهلث» ، معناه الجوامع.
فيه أن قال مخاطبا لله تعالى : «اخترني أميرا لأمتك ، وحاكما على بنيك وبناتك».
وهذا كالذي سلف. وحاشا لله أن يكون له بنات وبنون ، لا سيما مثل بني إسرائيل في كفرهم في دينهم ، وضعفهم في دنياهم ، ورذالتهم في أحوالهم النفسية والجسدية.
وفي كتاب «حزقيا» يقول السيد : «سأمدّ يدي على «بني عيسو» وأذهب عن أرضهم الآدميين والأنعام ، وأفقرهم ، وأنتقم منهم على يدي أمتي بني إسرائيل».
قال «أبو محمد» (رضي الله عنه) : وهذا ميعاد قد ظهر كذبه يقينا ، لأن «بني إسرائيل» قد بادوا جملة ، و «بنو عيسو» باقون في بلادهم بنص كتبهم ، ثم بعد ذلك باد «بنو عيسو» فما على أديم الأرض منهم أحد نعرف أنه منهم ، وصارت بلادهم للمسلمين ، وسكانها «لخم» وغيرها من العرب ، وبطل بذلك أن يدعوا : أن هذا يكون في المستأنف.
وفي كتاب «لشعيا» : أنه رأى الله عزوجل شيخا أبيض الرأس واللحية ، وهذا تشبيه ، حاشا لنبي أن يقوله.
وفيه : «قال الرب من سمع قط مثل هذا! أنا أعطي غيري أن يلد ، ولا ألد أنا؟! وأنا الذي أرزق غيري البنين أفأكون أنا بلا ابن»؟
قال «أبو محمد» (رضي الله عنه) : هذا أطم ما سمع به أن يقيس الله عزوجل نفسه في كون البنين على خلقه ، وكل هذا أشنع من قول النصارى في إضافة الشرك ، والولد ، والزوجة إلى الله تعالى. ونعوذ بالله من الخذلان.
قال «أبو محمد» (رضي الله عنه) : لم نكتب مما في الكتب التي يضيفونها إلى الأنبياء عليهمالسلام إلّا طرفا يسيرا ، دالّا على فضيحتها أيضا وتبديلها ، وقد قلنا : إنهم كانوا في بلد صغير محاط به ، ثم لا ندري كيف يمكنهم اتصال شيء من ذلك إلى نبي من أنبيائهم؟ لا سيما من لم يكن إلّا في أيام كفرهم مخافا ومقتولا ، فصح بلا شك أنها من توليد من عمل لهم الصلوات التي هم عليها ، والشرائع التي يقرون أنها