على بني إسرائيل : يا رب لا تفعل ، فلنا عليك ذمام وحق لأن أخي وأنا أقمنا لك مملكة عظيمة.
قال «أبو محمد» (رضي الله عنه) : وهذه طامة أخرى حاشا لهارون عليهالسلام أن يقول هذا الجنون. أين هذا الهوس وهذه الرّعونة من الحق النير إذ يقول الله تعالى : (يَمُنُّونَ عَلَيْكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لا تَمُنُّوا عَلَيَّ إِسْلامَكُمْ بَلِ اللهُ يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَداكُمْ لِلْإِيمانِ إِنْ كُنْتُمْ صادِقِينَ) [سورة الحجرات : ١٧].
وفي بعض كتبهم أن الصورتين اللتين أمر الله تعالى «موسى» أن يصورهما على التابوت خلف الحجلة في السرادق إنما كانتا صورة الله وصورة «موسى» عليهالسلام معه تعالى الله عن كفرهم علوّا كبيرا.
وفي بعض كتبهم : أن الله تعالى قال لبني إسرائيل : من تعرض لكم فقد تعرض حدقة عيني.
وفي بعض كتبهم : أن علة تردد بني إسرائيل مع «موسى» في التيه أربعين سنة حتى ماتوا كلهم ، إنما كانت لأن فرعون كان بنى على طريق مصر إلى الشام صنما سمّاه «باعل صفون» وجعله طلسما لكل من هرب من مصر يحيّره ولا يقدر على النفاذ.
فاعجبوا لمن يجيز أن يكون طلسم فرعون يغلب الله تعالى ويحيّر نبيّه «موسى» ومن معه حتى يموتوا!! فأين كان فرعون من هذه القوة إذ غرق في البحر؟
وفي بعض كتبهم : أن «دينه» بنت يعقوب عليه (١) السّلام إذ غصبها «شكيم بن حمور» وزنى بها حملت وولدت ابنة ، وأن عقابا خطف تلك الفرخة من الزنى ، وحملها إلى مصر ، ووقعت في حجر «يوسف» فربّاها وتزوجها ، وهذه تشبه الخرافات التي يتحدث بها النساء بالليل إذا غزلن.
وفي بعض كتبهم : أن «يعقوب» إنما قال في ابنه «نفتال» : «أيل مطلق» لأنه قطع من قرية «إبراهيم» عليهالسلام التي بقرب بيت المقدس إلى «منف» التي بمصر ، ورجع إلى قرية الخليل في ساعة من النهار لشدة سرعته لا لأن الأرض طويت له. ومقدار ذلك مسيرة نيف وعشرين يوما.
وفي بعض كتبهم ممّا لا يختلفون في صحته : أن السحرة يحيون الموتى على
__________________
(١) تحرفت في الأصل إلى «عليها».