وأيتمت بنيّ وبناتي ، قامتي منكسة لا أرفعها حتى أبني بيتي ، وأردّ إليه بنيّ وبناتي». ويردّد هذا الكلام.
واعلموا أنهم أفردوا عشرة أيام من أول «أكتوبر» يعبدون فيه ربّا آخر غير الله عزوجل. فحصلوا على الشرك المجرّد.
واعلموا أن الرّب الصغير الذي أفردوا له الأيام المذكورة يعبدونه فيها من دون الله عزوجل هو عندهم «صندلفون» الملك خادم التاج الذي في رأس معبودهم ، وهذا أعظم من شرك النصارى ، ولقد أوقفت بعضهم على هذا فقال لي : «ميططرون» ملك من الملائكة. فقلت : وكيف يقول ذلك الملك ويلي على ما خرّبت من بيتي ، وفرّقت بنيّ وبناتي!! وهل فعل هذا إلا الله عزوجل؟
فإن قالوا : تولّى ذلك الملك ذلك الفعل بأمر الله تعالى.
قلنا : فمن المحال الممتنع ندامة الملك على ما فعله بأمر الله تعالى ، هذا كفر من الملك لو فعله ، فكيف أن يحمد ذلك منه؟ وكل هذا إنما هو تحيّل منهم عند صكّ وجوههم بذلك. وإلّا فهم فيه قسمان : قسم يقول : إنه الله تعالى نفسه فيصغرونه ويحقرونه ويعيبونه ، وقسم يقول : إنه ربّ آخر دون الله تعالى.
واعلموا أن اليهود يقومون في كنائسهم أربعين ليلة متصلة من «أيلول» و «تشرين الأول» وهما : «سبتمبر ، وأكتوبر» فيصيحون ويولولون بمصائب ، منها قولهم : «لأي شيء تسلمنا يا الله هكذا ، ولنا الدين القيم ، والأثر الأول؟ لم يا الله تتصمّم عنا وأنت تسمع؟! لم يا الله لا تعاقب من يكفر النعم ولا تجازي بالإحسان ثم تبخسنا حظنا ، وتسلمنا لكل معتد ، وتقول إن أحكامك عدلة؟» فاعجبوا لوغادة هؤلاء الأوباش ولرذالة هؤلاء الأنذال الممتنين على ربهم عزوجل ، المستخفّين به وبملائكته وبرسله.
وتالله ما بخسهم ربّهم حظهم ، وما حقهم إلا الخزي في الدنيا ، والخلود في النار في الآخرة ، وهو تعالى موفيهم نصيبهم غير منقوص.
واحمدوا الله على عظيم منته علينا بالإسلام الملّة الزهراء التي صححتها العقول ، وبالكتاب المنزل من عنده تعالى بالنور المبين ، والحقائق الباهرة ، نسأل الله تثبيتا على ما منحنا من ذلك بمنّه إلى أن نلقاه مؤمنين غير مغضوب علينا ولا ضالين.
قال «أبو محمد» (رضي الله عنه) : هنا انتهى ما أخرجناه من توراة اليهود وكتبهم