ولإلياجيم ولد آزور ، وآزور ولد شان ، وشان ولد يعقوب ، ويعقوب ولد يوسف خطيب مريم التي ولدت يسوع الذي يدعى مسيحا ، فصار من إبراهيم إلى داود أربعة عشر أبا ، ومن داود إلى وقت الرحلة أربعة عشر أبا ، ومن الرحلة إلى المسيح أربعة عشر أبا ، فجميع الموالد من إبراهيم إلى المسيح اثنان وأربعون مولودا.
قال أبو محمد : في هذا الفصل خلاف لما في كتب اليهود والتوراة ، التي هي عندهم في النقل كالتوراة ، وهما كتاب ملاخيهم ، وكتاب وبراهياشيم فقال هاهنا تارح بن يهوذا ، وفي التوراة زارح بن يهوذا ، وهذا اختلاف في الاسم ، وكذب من أحد الخبرين ، والأنبياء لا يكذبون. وقال هاهنا احزياهو بن بهورام ، وفي كتب اليهود أحزيا بن يورام ، وهذا اختلاف في الأسماء ووحي الله تعالى لا يحتمل هذا ، فأحد النقلين كاذب بلا شك. وقال هاهنا يوثام بن أحزياهو وفي كتب اليهود المذكورة يوثام بن عزريا بن أمصيا بن يواش بن أحزيا ، فأسقط ثلاثة آباء مما في كتب اليهود وهذا عظيم جدا. فإن صدقوا كتب اليهود وهم مصدقون لها فقد كذب متّى وجهل. ولئن صدقوا متى فإن كتب اليهود كاذبة ، لا بدّ من أحد ذلك. فقد حصلوا على التصديق بالشيء وضدّه معا. وقال هاهنا : أحزياهو بن أحاز بن يوثام. وفي كتب اليهود المذكورة حزقيا بن أحاز بن يوثام ، وهذا اختلاف في الاسم ، والوحي لا يحتمل هذا. فأحد النقلين كاذب بلا شك. وقال هاهنا : يخنيا بن يوشياهون بن آمون ، وفي كتب اليهود التي ذكرنا يخنيا بن الياقيم بن يوشيا بن آمون ، فأسقط متى الياقيم وخالف في اسم يوشيا بن آمون ، وهذا عظيم وكما قدمنا من كذبهم ولا بدّ ، إذ يصدقون بالشيء والضدّ له معا. وهم لا يختلفون في أن متّى رسول معصوم أجلّ عند الله من موسى ومن سائر الأنبياء كلهم عليهمالسلام ، وهو قد قال في أول كلمة من إنجيله : «مصحف نسبة المسيح ابن داود بن إبراهيم» ثم لم يأت إلا بنسب يوسف النجار زوج مريم الذي هو عندهم ربيب إلههم زوج أمه. فكيف يقول : إنه ذكر نسبة المسيح ثم يأتي بنسبة يوسف النجار؟ والمسيح عند هذا التيس البوّال ليس هو ولد يوسف أصلا. فقد كذب هذا القذر كذبا لا خفاء به ، ولا مدخل للمسيح في هذا النسب أصلا بوجه من الوجوه ، إلا أن يجعلوه ولد يوسف النجار وهم لا يقولون هذا ولا نحن ولا جمهور اليهود.
أما هم فيقولون : إنه ابن الله من مريم ، وإنه إله وابن إله وامرأة ، تعالى الله عن هذا. وأما نحن والعيسوية من اليهود معنا ، والآريوسية والبولقانية والمقدونية من