إحداهما : أنه إذا عد صلثيال من بعده إلى يوسف النجار فليسوا إلا اثني عشر رجلا فقط. وهم صلثيال وأبيوب والياجيم ، وازور ، وصدوق ، واجيم واليوث ، والعيزار ، وزربابيل ، وماثان ، ويعقوب ويوسف. فإنّ عدّ فيهم يخنيا كانوا ثلاثة عشر ، وهو يقول أربعة عشر فاعجبوا لهذا الحمق ولهذا الضلال ، واعجبوا من رعونة كل من جاز هذا عليه واعتقده دينا ..؟!
ثم إن كان عنى أنهم آباء المسيح فيوسف والد المسيح وكفى ، وهذا عندهم كفر ، فقد كفر متّى أو كذب وجهل لا بد من أحد ذلك ، ثم قوله فمن إبراهيم إلى المسيح اثنان وأربعون مولودا ، وهذا كذب فاحش وجهل مفرط ، لأنه إذا عدّ إبراهيم ومن بعده إلى يوسف ، وعد يوسف أيضا فإنما هم أربعون فقط. فإن عدّ المسيح وجعله ولد يوسف لم يكونوا أيضا إلا واحدا وأربعين فقط. فاعجبوا ممن يدين الله تعالى بهذا الحمق واحمدوه على السلامة.
هذا إلى الكذب المفضوح الذي في نسب داود عليهالسلام إلى بخشون بن عميناذاب ، لأن بخشون بنص توراتهم هو الخارج من مصر ، وهو مقدم بني يهوذا ، ولم يدخل بنص التوراة أرض القدس. لأن كل من خرج من مصر ابن عشرين سنة فصاعدا ، ماتوا كلهم في التيه بنص التوراة. فإذا عدّت الولادات من أشلومون بن بخشون الذي دخل أرض القدس إلى داود عليهالسلام وجدوا أربعة فقط. وهم داود بن إنشاي بن عوبيذ بن بوعز بن أشلومون ، الداخل مصر المذكور ولا يختلفون يعني اليهود والنصارى معا ، أن من دخول أشلومون المذكور مع يوشع وبني إسرائيل الأرض المقدسة إلى مولد داود عليهالسلام خمسمائة سنة وثلاثا وسبعين سنة. فيجب على هذا أن يقول : إن أشلومون لم يدخل الأرض المقدسة إلا ابن أقل من سنة ، وإنه لم يولد لكل واحد منهم ولده المذكور إلا وله مائة سنة ونيف وأربعون سنة ، وكتبهم تشهد ككتاب ملاجيم وديراهياميم وغيرهما ، ونقطع أنه لم يعش أحد من بني إسرائيل بعد موسى عليهالسلام مائة سنة وثلاثين سنة إلا يهوياراع الكوهين الهاروني وحده. فكم هذا الكذب وهذا الإفضاح فيه وهذه الشهرة العظيمة؟ لا ينفكون من كذبة إلا إلى أخرى ، ومن سوأة إلا إلى سوأة ، ونعوذ بالله من البلاء. فاعجبوا لما افتتح به هذا الكذاب كتابه وتأليفه ما ذا جمع هذا الفصل على صغره وإنه أسطار يسيرة من الكذب والجهل ..؟
وأحسن ما في خالد وجهه |
|
فقس على الغائب بالشاهد |
ثم ذكر لوقا الطبيب في الباب الثالث منه نسب المسيح عليهالسلام ، فقال : إنه