الباطنية (١) عليهم اللعنة من الله والغضب. وإمّا مدسوسين من قبل اليهود كما تزعم اليهود لإفساد دين أتباع المسيح عليهالسلام وإضلالهم ، كانتصاب عبد الله بن سبأ الحميري ، والمختار بن أبي عبيد (٢) ، وأبي عبد الله العرديّ (٣) ، وأبي زكريا الخياط ، وعليّ النجار (٤) وعلي بن الفضل الجنيد ، وسائر دعاة القرامطة (٥) والمشارقة لإضلال شيعة عليّ رضي الله عنه ، فوصلوا من ذلك إلى حيث عرف ، وسلّم الله من ذلك من لم يكن من الشيعة.
__________________
العباس بن سريج لما استفتي في دمه ، وأفتى أبو بكر محمد بن داود بجواز قتله. واختلف فيه مشايخ الصوفية فبرئ منه بعضهم وقبله جماعة آخرون. وفي سنة ٣٠٩ ه استفتى الخليفة المقتدر بالله الفقهاء في دمه ، فأفتوا بقتله ، فضرب ألف سوط وقطعت يداه ورجلاه وصلب عند جسر بغداد ثم أنزل من جذعه الذي صلب عليه بعد ثلاثة أيام وأحرق وطرح رماده في الدجلة.
وزعم بعض المنسوبين إليه أنه حيّ لم يقتل وإنما قتل من ألقي عليه شبهه. والذين تولّوه من الصوفية زعموا أنه كشف له أحوال من الكرامة فأظهرها للناس ، فعوقب بتسليط منكري الكرامات عليه لتبقى حاله على التلبيس. انظر الفرق بين الفرق (ص ١٩٧ ـ ١٩٩).
(١) أفرد عبد القاهر البغدادي فصلا كبيرا للكلام على الباطنية في كتابه الفرق بين الفرق ، ثم قال (ص ٢٢٢) : «الذي يصحّ عندي من دين الباطنية أنهم دهرية زنادقة يقولون بقدم العالم وينكرون الرسل والشرائع كلها لميلها إلى استباحة كل ما يميل إليه الطبع».
(٢) هو المختار بن أبي عبيد الثقفي. سار من الطائف بعد مصرع الحسين إلى مكة ، فأتى ابن الزبير فأظهر المناصحة ، وتردّد إلى ابن الحنفية. ثم دعا ابن الزبير إلى مبايعة محمد ابن الحنفية ، فأبى فحصره وضيّق عليه وتوعّده. وقد ادعى المختار أنه ينزل عليه الوحي واختلق كتابا عن ابن الحنفية إليه يأمره بنصر الشيعة. قتل المختار سنة سبع وستين وأتي برأسه مصعب بن الزبير. انظر ترجمته في الاستيعاب (١٤٦٥) وأسد الغابة (٥ / ١٢٢) والإصابة (٣ / ٥١٨) وسير أعلام النبلاء (٣ / ٥٣٨) وشذرات الذهب (١ / ٧٤) ومروج الذهب (٣ / ٢٧٢) وتاريخ الطبري (٥ / ٥٦٩ و ٦ / ٧ ، ٣٨ وما بعدها).
(٣) كانت في الأصل «العجّاني» والصواب ما أثبتناه ، وهو الذي ذكر في جميع المصادر. وكان أبو عبد الله العردي من الباطنية يدعي علم النجوم ويتعصب للمجوس ، وصنف كتابا ذكر فيه أن القرن الثامن عشر من مولد محمد صلىاللهعليهوسلم يوافق الألف العاشر وهو نوبة المشتري والقوس ، وقال : عند ذلك يخرج إنسان يعيد الدولة المجوسية ويستولي على الأرض كلها ، وزعم أنه يملك مدة سبع قرانات. انظر الفرق بين الفرق (ص ٢١٦ ، ٢١٧).
(٤) لم أجد عليّا النجار هذا. ولعله يريد الحسين بن محمد النجار زعيم الفرقة المسماة بالنجارية.
انظر الفرق بين الفرق (ص ١٥٥) والفرست لابن النديم (ص ٢٦٨) وسير أعلام النبلاء (١٠ / ٥٥٤).
(٥) من الباطنية أتباع حمدان قرمط (الفرق بين الفرق : ص ٢١٣).