وإن شرائع التوراة كلها لازمة لهم. وإن كان كاذبا في ذلك فكيف يأخذون دينهم عن كذاب؟ ولا بدّ من أحدهما.
وقال أيضا في إحدى رسائله : «إن يوحنا بن سبذاي ، ويعقوب بن يوسف النجار ، وباطرة : أمروه أن يكون هو يدعو إلى ترك الختان ، ويكونون هم يدعون إلى الختان.
قال أبو محمد : هذا غير طريق التحقيق في الدعاء إلى الدين ، وإنما هي دعوة حيلة وإضلال مبينة لا حقيقة لها.
وقال بولس : إن يعقوب بن يوسف النجار كان مرائيا يتحفظ من مداخلة الأجناس بحضرة اليهود ، وأن بولش واجهه بذلك بأنطاكية وعنفه على ذلك.
أفيجوز أخذ الدين من امرئ مدلس؟
وقال هذا اللعين بولش أيضا في إحدى رسائله : «إن يسوع بينما كان في صورة الله لم يغتنم أن يكون مساويا لله ، بل أذل نفسه ولبس صورة عبد».
قال أبو محمد : فهل سمع قط بأوحش من هذا الكفر؟ أو أحمق من هذا الكلام؟
أو أسخف من هذا الاختيار؟ وهل يتذلل الإنسان ، ويحمل كلّ بلاء في الدنيا إلّا ليصل إلى رضا الله عزوجل فقط؟
فليت شعري!! هل بعد الوصول إلى مساواة الله تعالى عند هؤلاء الأقذار منزلة تبتغى فيرفضها المسيح لينال أعلى منها؟
اللهم قد ذكرنا تلك المنزلة ، وهي التي وصفها يوحنا اللعين في إنجيله : من أن الله تعالى عن كفرهم ـ اعتزل عن الملك والحكم وتولّاهما المسيح ، وتبرّأ إليه بكل شيء. ثم إن المسيح شرفه تعالى عن ذلك ـ اللهم العن ـ وقد فعلت ـ عقولا يجوز منها هذا الحمق.
وقال هذا النذل في بعض رسائله : «إنّي كنت أتمنى أن أكون محروما من المسيح».
قال أبو محمد : ليت شعري من ضغطه؟ وما المانع له من أن يكفر بالمسيح فيبلغ مناه ويصير محروما منه ..؟ وو الله إنه لمحروم منه بلا شك.
وقال هذا النذل بولس أيضا في بعض رسائله الخسيسة : اليهود يطلبون الآيات واليونانيون يطلبون الحكمة ، ونحن نشرع أن المسيح صلب.
وهذا القول عند اليهود فتنة الزلق ، وعند الأجناس جهل ونقص. وعند المجتبين