ابن أبي وحشية عن سعيد هو ابن جبير قال : جاء رجل إلى ابن عباس رضي الله عنه فقال : أرأيت قول الله عزوجل : (اللهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَماواتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَ) [سورة الطلاق : ١٢].
قال ابن عباس : «هنّ ملتويات بعضهن على بعض».
حدثنا عبد الله بن ربيع التميمي ، حدثنا محمد بن معاوية القرشي ، حدثنا أبو يحيى زكريا بن يحيى الساجي البصري قال : أنبأنا عبد الأعلى ومحمد بن المثنى ، وسلمة بن شبيب قالوا كلهم : حدثنا وهب بن جرير بن حازم قال : سمعت محمد بن إسحاق يحدث عن يعقوب بن عتبة ، وجبير بن محمد بن جبير بن مطعم عن أبيه عن جدّه قال : جاء أعرابي إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم : فقال يا رسول الله : جهدت الأنفس ، وضاع العيال ، ونهكت الأموال ، وهلكت الأنعام ، فاستسق الله لنا! فذكر الحديث (١) بطوله ، وفيه أنّ النبي صلىاللهعليهوسلم قال للأعرابي : «ويحك أما تدري ما الله؟! إنّ عرشه على سماواته وأرضه هكذا» وقال بأصابعه مثل القبة. ووصف لهم وهب بن جرير يده ، وأمال كفّه وأصابعه اليمنى ، وقال هكذا.
حدثنا محمد بن سعيد بن نبات ، حدثنا أحمد بن عون الله ، وأحمد بن عبد البصير قالا جميعا أنبأنا قاسم بن أصبغ حدثنا محمد بن عبد السّلام الخشني ، حدثنا محمد بن بشار بندار ، حدثنا عبد الصمد بن عبد الوارث التنوري ، حدثنا شعبة عن الأعمش هو سليمان ، عن مسلم البطين ، عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال : «كلّ في فلك يسبحون» : فلك كفلك المغزل.
قال أبو محمد : وذكروا أيضا قول الله عزوجل عن ذي القرنين : (وَجَدَها تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ) [سورة الكهف : ٨٦].
وقرئ أيضا حامية.
قال أبو محمد : وهذا هو الحق بلا شك ، وذو القرنين هو كان في العين الحمئة. والحامية حميّة من حماتها ، حامية من استحرارها ، كما تقول رأيتك في البحر تريد أنك إذ رأيته كنت أنت في البحر ، وبرهان هذا : أنّ مغربها الشتوي إذا كانت من آخر رأس
__________________
(١) روى نحوه من حديث أنس بن مالك البخاري في الأدب باب ٦٨ ، وأبو داود في السنة باب ١٨ ، والنسائي في الاستسقاء باب ٩ ، وابن ماجة في الإقامة باب ١٥٤ ، وأحمد في المسند (٣ / ٢٦١).