الثالثة ، وإدريس في الرابعة ، وهارون في الخامسة ، وموسى وإبراهيم في السادسة والسابعة ، صلّى الله على جميعهم ، فصحّ ضرورة أنّ السماوات هي الجنات ، وقد قال عليهالسلام : «إنّ أرواح الشهداء [في جوف] طير خضر تعلق من ثمار الجنة» (١).
ومن المحال الممتنع الذي لا يظنه مسلم ، أن تكون أرواح الشهداء طيورا خضرا في الجنة ، وأرواح الأنبياء عليهمالسلام في غير الجنة ، إذ هم أولى بكل فضل ، ولا مكان أفضل من الجنة.
حدثنا أحمد بن عمر بن أنس العذري ، حدّثنا أبو ذرّ الهروي ، حدّثنا أحمد بن عبدان الحافظ النيسابوري بالأهواز ، حدثنا محمد بن سهل القرشي ، حدّثنا محمد بن إسماعيل البخاري مؤلف الصحيح ، حدثنا أبو عاصم النبيل حدّثنا عبد الله بن أمية بن عبد الله بن خالد بن أسيد ، حدثنا محمد بن جبير عن صفوان بن يعلى عن أبيه عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «البحر من جهنم أحاط به سرادقها» (٢).
حدثنا يوسف بن عبد الله بن مغيث ، حدثنا أحمد بن عبد الله بن عبد الرحيم حدّثنا أحمد بن خالد ، حدثنا محمد بن عبد السّلام الخشني ، حدّثنا محمد بن بشّار ، حدّثنا يحيى بن سعيد القطان عن عثمان بن غياث عن عكرمة مولى ابن عباس عن ابن عباس رضي الله عنه عن كعب قال : «والبحر المسجور يسجر فيكون جهنم».
حدّثنا عبد الله بن ربيع التميمي ، حدّثنا عبد الله بن محمد بن عثمان الأسدي ، حدّثنا أحمد بن خالد ، حدثنا علي بن عبد العزيز ، حدّثنا الحجّاج بن المنهال السلمي ،
__________________
(١) روى مسلم في كتاب الإمارة (حديث ١٢١) عن مسروق قال : سألنا عبد الله ـ هو ابن مسعود ـ عن هذه الآية : (وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ) قال : أما إنّا قد سألنا عن ذلك ، فقال : «أرواحهم في جوف طير خضر لها قناديل معلقة بالعرش تسرح من الجنة حيث شاءت ثم تأوي إلى تلك القناديل ، فاطّلع إليهم ربهم اطّلاعة فقال : هل تشتهون شيئا؟ قالوا : أي شيء نشتهي ونحن نسرح من الجنة حيث شئنا؟
ففعل ذلك بهم ثلاث مرات. فلما رأوا أنهم لن يتركوا من أن يسألوا قالوا : ربّ نريد أن تردّ أرواحنا في أجسادنا حتى نقتل في سبيلك مرة أخرى. فلما رأى أن ليس لهم حاجة تركوا».
ورواه أيضا أبو داود في الجهاد باب ٢٥ ، والترمذي في تفسير سورة ٣ باب ١٩ ، وابن ماجة في الجنائز باب ٤ والجهاد باب ١٦ ، والدارمي في الجهاد باب ١٨.
(٢) رواه أحمد في المسند (٤ / ٢٢٣) بهذا الإسناد بلفظ : «البحر هو جهنم» قالوا ليعلى ، فقال : ألا ترون أن الله عزوجل يقول : نارا أحاط بهم سرادقها؟ قال : لا والذي نفس يعلى بيده لا أدخلها أبدا حتى أعرض على الله عزوجل ولا يصيبني منها قطرة حتى ألقى الله عزوجل.