حدّثنا مهدي بن ميمون عن محمد بن عبد الله بن أبي يعقوب الضبّي عن بشر بن شفاف قال : «كنا مع عبد الله بن سلام يوم الجمعة في المسجد فقال : إنّ الجنة في السماء ، وإنّ النّار في الأرض» وذكر كلاما كثيرا نسبه إلى الحجاج بن المنهال.
حدثنا حمّاد بن سلمة عن داود عن سعيد بن المسيّب أن عليّ بن أبي طالب رضي الله عنه قال ليهودي : أين جهنم؟ قال : في البحر. قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه : ما أظنه إلّا صدق.
حدثنا المهلّب الأسدي ، حدّثنا ابن مناس ، حدثنا ابن مسرور ، حدّثنا يونس بن عبد الأعلى ، حدّثنا عبد الله بن وهب عن شبيب بن سعيد عن المنهال عن شقيق بن سلمة عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : الأرض كلها يومئذ نار ، والجنة من ورائها ، وأولياء الله تعالى في ظل عرش الله تعالى.
قال أبو محمد : وقال الله تعالى : (لَا الشَّمْسُ يَنْبَغِي لَها أَنْ تُدْرِكَ الْقَمَرَ وَلَا اللَّيْلُ سابِقُ النَّهارِ) [سورة يس : ٤٠].
فبيّن تعالى أن الشمس أبطأ من القمر ، وهكذا قام البرهان بالرّصد أن الشمس تقطع السماء في سنة ، والقمر يقطعها في ثمانية وعشرين يوما. ثم نصّ تعالى : أنّ الليل لا يسبق النهار ، فبين بهذا حكم الحركة الثانية التي للفلك الكلي ، وهي التي تتم في كل يوم وليلة دورة ، ويتساوى فيها جميع الدراري والنجوم والشمس والقمر ، وقال تعالى : (فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بابٌ باطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذابُ) [سورة الحديد : ٣].
وأخبر تعالى أنّ أرواح الكافرين لا تفتّح لهم أبواب السماء ، ولا يدخلون الجنة ، فصحّ أن من فتحت له أبواب السماء دخل الجنة.
وأخبر رسول الله صلىاللهعليهوسلم «أنّ شدّة الحر من فيح جهنم ، وأنّ لها نفسين نفسا في الشتاء ونفسا في الصّيف ، وأنّ ذلك أشدّ ما نجد من الحرّ والبرد» (١) وأنّ نارنا هذه أبرد
__________________
(١) روى البخاري في مواقيت الصلاة (باب ٩ ، حديث ٥٣٦ و ٥٣٧) عن عليّ بن عبد الله قال :
حدثنا سفيان قال : حفظناه من الزهري عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : «إذا اشتدّ الحر فأبردوا بالصلاة فإن شدّة الحرّ من فيح جهنّم. واشتكت النار إلى ربّها فقالت : يا ربّ أكل بعضي بعضا ، فأذن لها بنفسين : نفس في الشتاء ونفس في الصيف ، أشدّ ما تجدون من الحرّ وأشدّ ما تجدون من الزمهرير». ورواه أيضا في بدء الخلق (باب ١٠ ، حديث ٣٢٦٠).