تلحس الكلاب جراح قروحه ، وأنّ ذلك الغنيّ نظر إليه في الجنّة متكئا في حجر إبراهيم صلىاللهعليهوسلم فناداه الغنيّ وهو في النّار : «يا أبي يا إبراهيم ، ابعث العازار إليّ بشيء من ماء يبلّ به لساني». وهذا نص على أن في الجنة شرابا من ماء وخمر ، فسكت النصراني وانقطع. وأمّا التوراة التي بأيدي اليهود فليس فيها ذكر لنعيم في الآخرة أصلا ، ولا لجزاء بعد الموت البتة.
قال أبو محمد : وكذلك الجواب في أكل أهل النّار وشربهم سواء سواء كما ذكرنا وبالله تعالى التوفيق.
قال أبو محمد : والأرض أيضا سبع نطاق منطبقة بعضها على بعض كانطباق السماوات لإخبار خالقنا بذلك ، وليس ذلك قبل الخبر في حدّ الممتنع بل في حدّ الممكن ، وذكر قوم قول الله تعالى : (يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّماواتُ) [سورة إبراهيم : ٤٨].
فقلنا : قال الله تعالى هذا حقّا ، وقال عزّ من قائل : (يَوْمَ نَطْوِي السَّماءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ) [سورة الأنبياء : ١٠٤].
وقال عزوجل : (وَفُتِحَتِ السَّماءُ فَكانَتْ أَبْواباً) [سورة النبأ : ١٩].
وقال تعالى : (يَوْمَ تَكُونُ السَّماءُ كَالْمُهْلِ وَتَكُونُ الْجِبالُ كَالْعِهْنِ) [سورة المعارج : ٨ ، ٩].
وقال تعالى : (وَحُمِلَتِ الْأَرْضُ وَالْجِبالُ فَدُكَّتا دَكَّةً واحِدَةً فَيَوْمَئِذٍ وَقَعَتِ الْواقِعَةُ وَانْشَقَّتِ السَّماءُ فَهِيَ يَوْمَئِذٍ واهِيَةٌ وَالْمَلَكُ عَلى أَرْجائِها) [سورة الحاقة : ١٤ ـ ١٧].
وقال تعالى : (إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ) [سورة الانشقاق : ١].
وقال تعالى : (وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ وَأَلْقَتْ ما فِيها وَتَخَلَّتْ وَأَذِنَتْ لِرَبِّها وَحُقَّتْ) [سورة الانشقاق : ٣ ـ ٥].
وقال تعالى : (إِذَا السَّماءُ انْفَطَرَتْ وَإِذَا الْكَواكِبُ انْتَثَرَتْ وَإِذَا الْبِحارُ فُجِّرَتْ) [سورة الانفطار : ١ ـ ٣].
وقال تعالى : (إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ وَإِذَا الْجِبالُ سُيِّرَتْ) [سورة التكوير : ١ ـ ٣].
وقال تعالى : (أَنَّ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ كانَتا رَتْقاً فَفَتَقْناهُما) [سورة الأنبياء : ٣٠].