الفرق الإسلامية
قال أبو محمد : فرق المقرين بملة الإسلام خمسة ، وهم : أهل السنّة ، والمعتزلة ، والمرجئة ، والشيعة ، والخوارج ، ثم افترقت كل فرقة من هذه على فرق ، وأكثر افتراق أهل السنة في الفتيا ونبذ يسيرة من الاعتقادات سننبه عليها إن شاء الله تعالى ، ثم سائر الفرق الأربعة التي ذكرنا ففيها ما يخالف أهل السنة الخلاف البعيد ، وفيها ما يخالفهم الخلاف القريب.
فأقرب فرق المرجئة إلى أهل السنّة من ذهب مذهب أبي حنيفة النعمان بن ثابت (١) الفقيه رحمهالله تعالى : في أنّ الإيمان هو التصديق باللسان والقلب معا ، وأنّ الأعمال إنما هي شرائع الإيمان وفرائضه فقط.
وأبعدهم أصحاب جهم بن صفوان (٢) ، وأبو الحسن الأشعري (٣) ، ومحمد بن كرام
__________________
(١) الإمام أبو حنيفة : ولد سنة ٨٠ ، وتوفي سنة ١٥٠ ه. انظر ترجمته في تاريخ البخاري الكبير (٨ / ٨١) وتاريخ البخاري الصغير (٢ / ٤٣) والجرح والتعديل (٨ / ٤٤٩) وتاريخ بغداد (١٣ / ٣٢٣) ووفيات الأعيان (٥ / ٤١٥) وتذكرة الحفاظ (١ / ١٦٨) وسير أعلام النبلاء (٦ / ٣٩٠) وميزان الاعتدال (٤ / ٢٦٥) والعبر للذهبي (١ / ٣١٤) ومرآة الجنان (١ / ٣٠٩) وتهذيب التهذيب (١٠ / ٤٤٩) والنجوم الزاهرة (٢ / ١٢) وشذرات الذهب (١ / ٢٢٧).
(٢) جهم بن صفوان : هو أبو محرز الراسبي مولاهم السمرقندي الكاتب المتكلم. كان صاحب ذكاء وجدل. كان ينكر الصفات وينزه الباري عنها بزعمه ويقول بخلق القرآن ويقول إن الله في الأمكنة كلها ، وكان يقول : الإيمان عقد بالقلب وإن تلفّظ بالكفر. قيل : إن سلم بن أحوز قتل الجهم لإنكاره أن الله كلّم موسى. وقيل : قتله نصر بن سيار سنة ١٢٨ ه. انظر ترجمته في تاريخ الطبري (٧ / ٢٢٠ ، ٢٣٦) والملل والنحل (١ / ١٩٩) وميزان الاعتدال (١ / ٤٢٦) وسير أعلام النبلاء (٦ / ٢٦) وخطط المقريزي (٢ / ٢٤٩).
(٣) أبو الحسن الأشعري : هو علي بن إسماعيل بن أبي بشر إسحاق بن سالم بن إسماعيل بن عبد الله بن موسى بن بلال بن أبي بردة بن أبي موسى الأشعري. ولد سنة ٢٦٠ ، وقيل : سنة ٢٧٠. وبقي إلى سنة ٣٣٠. انظر ترجمته في الفهرست لابن النديم (ص ٢٥٧) وتاريخ بغداد (١١ / ٣٤٦) والملل والنحل (١ / ٩٤) ووفيات الأعيان (٣ / ٢٨٤) والعبر للذهبي (٢ / ٢٠٢) وسير أعلام النبلاء (١٥ / ٨٥) ومرآة الجنان (٢ / ٢٩٨) وطبقات الشافعية (٣ / ٣٤٧) والديباج المذهب