بعد ما فرضنا ان الطبيعي المأمور به مركب من أمور ليس هذا منها ، يستحيل ان يعمّه الأمر المتعلّق بذاك الطبيعي فإذا كان مطلوبا لا بدّ وان يكون بطلب آخر غير الطلب المتعلّق بالطبيعي ، غايته اما بنحو المطلوب في المطلوب نظير الأدعية الواردة في أيام شهر رمضان التي يكون ظرف محبوبيتها تلك الأوقات بحيث يترتب على امتثالهما أجران وثوابان.
وأخرى يكون إيجاد الطبيعي الواجب في ضمن خصوصيّة خاصّة محبوبا ، وعليه يترتّب على امتثالها أجر قوي لا أجران.
والفرق بينهما اعتباري ، والمثال العرفي لذلك ما إذا طلب المولى من عبده الماء ، فان العبد لا بدّ له عقلا من إتيانه في إناء لا محالة ، وتختلف الإناءات من حيث المحبوبية والحزازة ، فامتثال ذاك التكليف مع بعض الخصوصيات كالإتيان به في ظرف نظيف يكون محبوبا بخلاف الإتيان به في إناء غير نظيف ، وبهذا صحّحنا جملة من العبادات المكروهة.
وبالجملة ليس الفرد إلّا الطبيعي المضاف إليه الوجود ، فالأمر المتعلّق به يستحيل ان يعمّ الخصوصيّات الفرديّة ، فإذا كان شيء منها مطلوبا لا بدّ وان يكون بطلب مستقل ، فجزء الفرد أو شرط الفرد بالمعنى المتقدّم غير معقول ، ويترتّب على هذا ثمر مهم في بحث النهي في العبادات.
هذا تمام الكلام في الصحيح والأعم.