والتّسخير والمنام دلّ عليه قوله تعالى : (إِلَّا وَحْياً)(١) ، وسماع الكلام من غير معاينة دلّ عليه : (مِنْ وَراءِ حِجابٍ)(٢) ، وتبليغ جبريل عليهالسلام فى صورة معيّنة دلّ عليه : (أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ ما يَشاءُ)(٣) وقوله تعالى : (وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرى عَلَى اللهِ كَذِباً أَوْ قالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ)(٤) ، فذلك ذمّ لمن يدّعى شيئا من أنواع ما ذكرنا من الوحى ، أىّ نوع ادّعاه من غير أن حصل له.
وقوله : (وَما أَرْسَلْنا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ)(٥) فهذا الوحى هو عامّ فى جميع أنواعه ، وذلك أنّ معرفة وحدانيّة الله تعالى ، ومعرفة وجوب عبادته ليست مقصورة على الوحى المختصّ بأولى العزم من الرّسل بل ذلك يعرف بالعقل والإلهام ، كما يعرف بالسّمع ، فإذا القصد من الآية تنبيه أنّه من المحال أن يكون رسول لا يعرف وحدانيّة الله تعالى ووجوب عبادته.
وقوله : (وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوارِيِّينَ)(٦) فذلك وحى بوساطة عيسى عليهالسلام. وقوله : (وَأَوْحَيْنا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْراتِ)(٧) فذلك وحى إلى الأمم بوساطة الأنبياء عليهمالسلام.
ومن الوحى المختصّ بالنبىّ صلىاللهعليهوسلم : (اتَّبِعْ ما أُوحِيَ إِلَيْكَ
__________________
(١) من الآية ٥١ سورة الشورى.
(٢) من الآية ٥١ سورة الشورى.
(٣) من الآية ٥١ سورة الشورى.
(٤) الآية ٩٣ سورة الأنعام.
(٥) الآية ٢٥ سورة الأنبياء.
(٦) الآية ١١١ سورة المائدة.
(٧) الآية ٧٣ سورة الأنبياء (وَجَعَلْناهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنا وَأَوْحَيْنا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْراتِ).