قوله تعالى (وَالَّذِينَ هاجَرُوا وَجاهَدُوا)(١) ، و (لِلْفُقَراءِ الْمُهاجِرِينَ)(٢) وغيرهما من الآيات فالظّاهر منه أنّ المراد الخروج من دار الكفر إلى دار الإيمان ، كمن (٣) هاجر من مكّة إلى المدينة ، / وقيل مقتضى ذلك ترك الشّهوات والأخلاق الذّميمة والخطايا. وقوله : (إِنِّي مُهاجِرٌ إِلى رَبِّي)(٤) أى تارك لقومى وذاهب إليه. وكذا المجاهدة تقتضى مع مجاهدة العدى مجاهدة النفس. وروى : «هاجروا ولا تهجّروا (٥)» أى كونوا من المهاجرين ولا تتشبّهوا بهم فى القول من دون الفعل.
والهجر : الكلام المهجور لقبحه. وفى الحديث : «ولا تقولوا هجرا (٦)». وأهجر (٧) فلان : إذا أتى بهجر من الكلام عن قصد. وهجر المريض : إذا أتى بذلك من غير قصد ، قال تعالى : (مُسْتَكْبِرِينَ بِهِ سامِراً تَهْجُرُونَ)(٨) وقرئ تُهجِرون. وقد يشبّه المبالغ فى الهجر بالمهجر [فيقال : أهجر (٩)] إذا قصد ذلك. ورماه بها جرات ومهجرات أى بفضائح.
والهجر (١٠) والهاجرة : نصف النّهار عند اشتداد الحرّ ، وقيل : السّاعة
__________________
(١) الآية ٢١٨ سورة البقرة.
(٢) الآية ٨ سورة الحشر.
(٣) ا ، ب : كما ، وما أثبت عن المفردات.
(٤) الآية ٢٦ سورة العنكبوت.
(٥) الفائق : ٢ / ٤٤٥ من حديث عمر رضى الله عنه رواه زر بن حبيش وتمام الحديث فى الفائق. والتهجر : أن يتشبه بالمهاجرين على غير صحة وإخلاص.
(٦) من حديث طويل رواه النسائى عن بريدة كما فى الفتح الكبير ، والحديث (إنى كنت نهيتكم ألا تأكلوا لحوم الأضاحى إلا ثلاثا فكلوا وأطعموا وادخروا ما بدا لكم ، وذكرت لكم ألا تنبذوا فى الظروف الدباء والمزقت والنقير والحنتم انتبذوا فيما رأيتم واجتنبوا كل مسكر ؛ ونهيتكم عن زيارة القبور فمن أراد أن يزور فليزر ولا تقولوا هجرا».
(٧) فى ا ، ب هجر فلان ، وأهجر المريض وما أثبت عن المفردات ويؤيده ما فى اللسان بعد ذكر الآية مستكبرين به سامرا تهجرون قال : تهجرون وتهجرون فتهجرون : تقولون القبيح وتهجرون : تهذون.
(٨) الآية ٦٧ سورة المؤمنين.
(٩) ما بين القوسين تكملة من المفردات.
(١٠) زاد فى القاموس الهجير أيضا.