فعنوا بحبّه تعالى عن حبّ ما سواه ، وبمراده منهم عن مرادهم .. وحظوظهم ، فلم يكونوا عاملين على (١) فناء ولا استغراق فى الشّهود ، بحيث فنوا به عن مراد محبوبهم ، بل فنوا بمراده عن مرادهم ، فهم أهل فناء فى بقاء ، وفرق فى جمع ، وكثرة فى وحدة ، وحقيقة كونيّة فى حقيقة دينيّة.
هم القوم لا قوم إلّا هم |
|
ولولاهم ما اهتدينا السّبيلا |
فنسبة أحوالهم إلى أحوال غيرهم كنسبة ما يرشحه الظّرف والقربة إلى ما فى داخلها ، والله أعلم. قال بعض العارفين :
اليقين الصّريح رؤيتك الشى |
|
ء وما للفؤاد فيه هيام |
لم يغيّرك فيه ذمّ ولا يطعن |
|
ك مدح ولا عليه كلام |
__________________
(١) فى ب : عن.