الصيف ، ثمّ نزل عليه وهو واقف بعرفة : (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ...) الآية (١) فعاش بعدها أحد وثمانين يوما ، ثمّ نزلت عليه آيات الرّبا ، ثمّ نزلت بعدها : (وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللهِ ...) (٢) وهي آخر آية نزلت من السماء.
بل صرّح أيضا في كثير من الآيات بنزولها في غير المدينة ، كنزول قوله تعالى : (وَإِلهُكُمْ إِلهٌ واحِدٌ ...) الآية (٣) حيث قالت كفّار قريش : يا محمّد صف لنا ربّك ، وانسب لنا ربك.
وقوله تعالى : (وَقاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ الَّذِينَ يُقاتِلُونَكُمْ ...) (٤) في صلح الحديبيّة.
وقوله تعالى : (وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغاءَ مَرْضاتِ اللهِ ...) (٥) بين مكة والمدينة ، أو ليلة مبيت أمير المؤمنين عليهالسلام على فراش رسول الله صلىاللهعليهوآله إلى غير ذلك ممّا تأتي الإشارة في مواضعها إنشاء الله تعالى.
واحتمال أن يكون المراد بكونها مدنيّة نزولها بعد الهجرة وإن نزلت في غيرها مدفوع بما في كلامه من استثناء آية واحدة نزلت في حجّة الوداع بمنى.
عدد الآيات
وأمّا عدد آيها ففي «المجمع» مائتان وستّ وثمانون آية في العدد الكوفي ، وهو العدد المروي عن أمير المؤمنين عليّ عليهالسلام ، وسبع في العدد البصري ، وخمس
__________________
(١) المائدة : ٣.
(٢) البقرة : ٢٨١.
(٣) البقرة : ١٦٣.
(٤) البقرة : ١٨٩.
(٥) البقرة : ٢٠٦.