نار الفتنة بين رسول الله (ص) وزوجها أبي لهب عمّ رسول الله (ص).
ولا يصحّ هنا تبديل لفظ (الجيد) ب (العنق) أو ب (الرقبة) ، فإنّه يفسد بلاغة المعنى في الكلام ، وكذلك يفسد تبديل الجيد ب (العنق) و (الرقبة) جمال الآيات ذات الوزن الفنّي ، كما يدرك ذلك بلغاء اللّغة العربية (١).
* * *
كان ما ذكرناه شأن الألفاظ الّتي قيل : إنّها مترادفة في لغة العرب.
أمّا ما نسبوا إلى رسول الله (ص) أنّه ذكر : هلمّ وتعال وأقبل وغيرها كأمثلة للمترادف في لغة العرب ، وحاشا رسول الله (ص) أن يكون قد قاله ، فنقول : إنّها تنقسم إلى المجموعات الثلاث التالية :
أ ـ أقبل وتعال وحيهلا وهلمّ.
ب ـ اذهب وأسرع وعجّل.
ج ـ عليما حكيما ، غفورا رحيما.
زعم الراوون للروايات السابقة أنّ أفصح من نطق بالضاد رسول ربّ العالمين (ص) قال عن المجموعتين الاوليين : بأيّ هذه الألفاظ قرأت القرآن ، أصبت.
وحاشا رسول الله (ص) من هذا القول ، لأنّ الخبير باللّغة العربية يدرك من موارد استعمال تلك الألفاظ في الكلام العربي الفصيح أنّ لكلّ لفظ منها معنى يختلف عن معاني مثيلاته الأخر ، ولا يصحّ استعمال غيره مكانه.
__________________
(١) لقد اقتصرنا في بيان فروق معاني (الجيد) و (الرقبة) و (العنق) ، وفي بيان جمال التعبير في الآية وفصاحتها وبلاغتها بأقلّ ما يمكن الاقتصار عليه في المقام. وإنّ استيفاء البحث فيهما بحاجة إلى تفصيل لا يناسب المقام. راجع لسان العرب وغيره من كتب اللّغة.