وأخوها محمّد بن أبي بكر وابن عمها طلحة بن عبيد الله ، وذكروا من مواقف امّ المؤمنين مع عثمان شيئا كثيرا. وقد مرّ بعضها في ذكر موقف امّ المؤمنين عائشة.
استمداد الخليفة من الإمام عليّ لفكّ الحصار عنه :
ولمّا رأى عثمان استيلاء طلحة على بيوت الأموال واشتداد الحصار عليه بعث عبد الله بن الحارث بن نوفل بن الحارث بن عبد المطلب بهذا البيت إلى عليّ :
فإن كنت مأكولا فكن أنت آكلي |
|
وإلّا فأدركني ولمّا أمزّق(١) |
وكان عليّ عند حصر عثمان بخيبر فقدم المدينة والناس مجتمعون عند طلحة وكان ممن له فيه أثر ، فلمّا قدم عليّ أتاه عثمان وقال له :
أمّا بعد ، فإنّ لي حقّ الإسلام ، وحقّ الإخاء ، والقرابة ، والصّهر ، ولو لم يكن من ذلك شيء وكنّا في الجاهلية لكان عارا على بني عبد مناف أن ينتزع أخو بني تيم ـ يعني طلحة ـ أمرهم.
فقال له عليّ : سيأتيك الخبر ، ثمّ خرج إلى المسجد فرأى اسامة (٢) فتوكّأ
__________________
(١) أنساب الأشراف ٥ / ٧٨ ، وقد أورد محاورة عثمان والإمام عليّ كل من الطبري ٥ / ١٥٤ ؛ وابن الأثير ٣ / ٦٤ ؛ وكنز العمال ٦ / ٣٨٩ ، الحديث ٥٩٦٥ ، وقد تخيّرنا لفظ ابن الأثير لأنّه أتمّ وأخصر ؛ وراجع الكامل للمبرد ، ص ١١ ، ط. ليدن ؛ وزهر الآداب ١ / ٧٥ ، ط. الرحمانية ؛ وابن أعثم ص ١٥٦ ـ ١٥٧.
(٢) اسامة مولى رسول الله (ص) وابن مولاه زيد بن حارثة وابن مولاته وحاضنته امّ أيمن وكان يسمّى حبّ رسول الله (ص) ، أمّره رسول الله في مرض موته على جيش كان قد انتدبهم لغزو الشام واستوعب في الجيش المهاجرين الأوّلين. توفّي سنة ٥٤ ، أو ٥٨ ، أو ٥٩.
ترجمته في الاستيعاب رقم ١٢ ، وأسد الغابة ١ / ٦٥ ـ ٦٦ ، والإصابة.