عاشرا ـ التنبيه على ثلاثة أمور قبل دراسة (ما نسخ حكمها في قولهم):
قبل دراسة الآيات الّتي قالوا عنها : (نسخ تلاوته وبقي حكمه) (١) وقال بعضهم : (آية نسخت آية اخرى) (٢) ، ينبغي التنبيه على الأمور الثلاثة الآتية :
أ ـ إنّ كثيرا من الأحكام كانت تنزل بوحي غير قرآني ، وبعد عمل المسلمين بها كان ينزل في القرآن خبر ذلك. وفي هذا الصدد قال السيوطي في الإتقان :
(النوع الثاني عشر ... ما تأخّر نزوله عن حكمه).
وقال : (ومن أمثلته قوله ـ تعالى ـ : (إِنَّمَا الصَّدَقاتُ لِلْفُقَراءِ ...) الآية ، فإنّها نزلت سنة تسع ، وقد فرضت الزكاة قبلها في أوائل الهجرة) (٣).
قال المؤلّف :
وكذلك شأن نزول حكم الصلاة بسجداتها وركعاتها وأذكارها ووضوئها ، فإنّ رسول الله (ص) بعث يوم الاثنين ، وعلّمه جبرائيل الصلاة يوم الثلاثاء ، فصلّى هو وعليّ بن أبي طالب وخديجة (٤) ، ثمّ تتابع نزول أحكام الصلاة وأجزائها وشرائطها في القرآن بعد ذلك.
وكثير من الأحكام الإسلاميّة ـ أيضا ـ أنزل على رسول الله ابتداء بوحي غير قرآني وعمل به المسلمون ، ثمّ نزل في القرآن خبره وحكمه.
__________________
(١) البرهان ٢ / ٣٥ ـ ٣٦.
(٢) الإتقان ٢ / ٢٢.
(٣) الإتقان ١ / ٣٧ ، ٣٨.
(٤) روى ذلك من عني بكتابة بدء الوحي من كتّاب سيرة الرسول.