بـ [خمس معلومات] ، فتوفي رسول الله وهنّ في ما يقرأ من القرآن (١).
والحديثان يكمل أحدهما الآخر على هذا النحو :
لقد نزلت رضاعة الكبير عشرا وآية الرجم الّتي أخبر عنها الخليفة على المنبر معا وأكلهما الداجن.
ونسخت رضاعة الكبير عشرا بخمس معلومات.
ومن ثمّ كانت تفتي امّ المؤمنين بخمس رضعات للكبير يحرمن ، وتعمل بفتواها.
ومن ثمّ قالوا : إنّها الآية الوحيدة الّتي نسخت تلاوتها وحكمها!
انحصرت هذه الروايات كلّها بأمّ المؤمنين عائشة ، وهي جميعا مخالفة لفطرة الإنسان ، فلم يسمع قبل فتوى امّ المؤمنين عن إنسان رضع في الكبر. ولا تبديل لخلق الله.
ومخالفة ـ أيضا ـ لقوله تعالى : (حَوْلَيْنِ كامِلَيْنِ لِمَنْ أَرادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضاعَةَ) فإنّها تدلّ على أنّ إتمام الرضاعة في الحولين : سنتي الرضاعة.
ومخالفة لسنّة الرسول الجامعة لقوله (ص) : «الرضاعة من المجاعة» ، وقوله : «لا رضاع إلّا ما فتق من الأمعاء» ، وقوله : «لا رضاع إلّا ما شدّ العظم ، وأنبت اللّحم وأنشز العظم».
وانتبه البعض إلى هذا التناقض فرده قسم كالاستاذ السائس بقوله على حديث عائشة :
حديث لا يصحّ الاستدلال به لاتفاق الجميع على انّه لا يجوز نسخ تلاوة شيء من القرآن بعد وفاة الرسول (ص) وهذا هو الخطأ الصراح (٢).
__________________
(١) سبق ذكر اسناده في بحث (نقصان حكم رضاع الكبير) بأوّل الباب.
(٢) فتح المنان ، عليّ حسن العريض ، ص ٢١٦ ـ ٢١٧.