الرضاعة أحد من الناس حتّى يرضع في المهد ، وقلن لعائشة والله ما ندري لعلّها كانت رخصة من النبيّ (ص) لسالم دون الناس).
وفي لفظ النّسائي :
(أبى سائر أزواج النبيّ (ص) أن يدخل عليهنّ بتلك الرضعة أحد من الناس ، يريد رضاعة الكبير ... وقلن : والله لا يدخل علينا أحد بهذه الرضعة ولا يرانا) (١).
* * *
هكذا كانت القالة حول رضاع الكبير من امّهات المؤمنين واسعة. وكان خير علاج لها الرواية الآتية الّتي رواها إمام الحنابلة أحمد في مسنده (٢) وابن ماجة (٣) في سننه :
عن امّ المؤمنين عائشة قالت :
(لقد انزلت آية الرجم ورضاعة الكبير عشرا) ، ولقد كان في صحيفة تحت سريري ، فلمّا مات رسول الله (ص) وتشاغلنا ، دخل علينا داجن فأكله.
وروت ، أيضا :
كان في ما انزل من القرآن [عشر رضعات معلومات يحرمن] ثمّ نسخن
__________________
(١) سنن أبي داود ، كتاب النّكاح ٢ / ٢٢٣ ، باب : في من حرم به ، أي حرم برضاع الكبير ، الحديث : ٢٠٦١ ؛ وفتح الباري ١١ / ٥٣ ، باب : لا رضاع بعد الحولين ، وقال ابن حجر في شأن الحديث : (إسناده صحيح) ؛ وسنن النّسائي ٢ / ٨٤ ، باب : رضاع الكبير ؛ وموطأ مالك ، باب : الرضاع ، الحديث : ٦٢٧ ؛ وروى ـ أيضا ـ مسلم : إباء أزواج الرسول (ص) من ذلك في صحيحه ، باب : رضاعة الكبير ، الحديث : ٣٠ و ٣١ ، ص ١٠٧٧ و ١٠٧٨ منه.
(٢) مسند أحمد ٦ / ٢٦٩.
(٣) سنن ابن ماجة ، كتاب النّكاح ، باب رضاع الكبير ، الحديث ١٩٤٤ ، ص ٦٢٥.